فلا يخيبن - يا أمير المؤمنين - بين هذه الوسائل الأمل، ولا يكذبن من أبواب جودك الرجاء.
فقد ضمنت لآمالي مآربها * إذا حللت بوادي ربعك الخضل (181) معنى قلت:
الحنين يحكم فيه قضاة هاتيك المحاسن.
ويسجل بمعناه حكام ظاهر تلك الأخلاق.
وتوضح عن أسراره أنوار محيا ذلك السؤدد.
وتذكر به ملاقاة الأضداد لشرفه، ومفاجأة الأغيار المنائية (182) لفخره.
فالقلب والعين ممنوعان بالرحلة من رياضتهما، محجوبان عن بغيتهما.
لا يسرحان في رياض نزهة، ولا يستلمعان بارق أنس.
وهل أردن ماء وردنا بمثله * جميعا، وفي غصن الهوى ورق رطب