مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٨ - الصفحة ١٨٥
وأن ثمنه ليس إلا السعادة الأبدية والحياة السرمدية.
فإن قصر عن ذلك، فلا يقصرن عن تصور شرفه في نفس الأمر.
لئلا يعرضه للبيع بثمن وكس (85) وعوض واه، فإنه العرض الذي جل عن سوم وترفع عن تثمين.
فإن صحبت به شخصا فانظر كيف نظره إلى ما تنفق منه في صحبته.
فإن كان نظر غافل عن شرف ما سوغته من أعوامك، ومزقت في مواصلته من أيامك، وهو غير فارق بين قفولك (86) ومقامك.
فأوله بالإعراض الإعراض، وامنحه الانقباض.
إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته * على طرف الهجران إن كان يعقل ويركب حد السيف من أن تضيمه * إذا لم يكن عن شفرة السيف مزحل (87) وإن كان غير جاهل بما تبذله في صحبته، متأثرا منك بمقاطعته (88).

(85) الوكس: الزهيد القليل.
(86) القفول: الرجوع من السفر، والمقصود هنا القفول من سفر الدنيا إلى المنزل الحقيقي للإنسان وهو الآخرة.
(87) زحل عن مكانه: تنحى وتباعد.
(88) في المخطوط: " بمفاظعتك " والسيان يأباها.
(١٨٥)
مفاتيح البحث: الجهل (1)، الإنفاق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»
الفهرست