مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٤ - الصفحة ٣١
بشهادة المنقطعين إلى الأدب ونقده وتحليله اللفظي والمعنوي.
ومن المؤسف أن أدب الدعاء طواه إغفال الأدباء، بل تعدى إغفالهم لجانب بديعه وغريبه ونحوه وأسلوبه أيضا، بالرغم من صرف جهود واسعة في الأضعف منه والأخس من مجون الشعراء، ولغط الأعراب في زوايا البوادي أو النوادي.
إلا أن بعض فطاحل النحو وفحول اللغة، قد تنبهوا إلى هذا الأمر الخطير، كابن مالك النحوي، والمحقق الشيخ نجم الأئمة الرضي شارح " الكافية!
وابن منظور الأنصاري صاحب " لسان العرب " وابن فارس صاحب " المقاييس " فقد احتجوا في مؤلفاتهم بحديث النبي وأهل البيت عليهم السلام.
قال البغدادي: الصواب جواز الاحتجاج بالحديث النبوي في ضبط ألفاظه، ويلحق به ما روي عن الصحابة وأهل البيت عليهم السلام، كما صنع الشارح المحقق الرضي (37).
هذا في مطلق الحديث، وأما خصوص ما احتوى على الدعاء منه، فاهتمام الشارع والمتشرعة بأمر ضبطها والمحافظة عليها، يدفع كل الشبه المثارة حولها فلا نزاع في الاحتجاج بها في المباحث اللغوية كافة،.
والحق أن " الدعاء " الشريف، خزينة غنية بالمعارف العقلية، والأخلاف الفاضلة، وكنز لغوي حافل بالمفردات الفصيحة، والتراكيب البليغة، خالية عن أدنى شوب أو لكنة.
فأين أولياء اللغة من هذه الحقيقة السافرة؟
وأين هم من هذا الكنز العظيم؟
وأين هم من هذا المورد العذب؟
والله ولي التوفيق، وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.

(37) خزانة الأدب، للبغدادي 1 / 4 - 7، الطبعة الأولى.
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»
الفهرست