مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٢ - الصفحة ٧٠
حجة الإسلام والمسلمين السيد ناصر الأحسائي (2) وأخذ عليه باقي تحصيله كما درس على يد غيره من أعلام النجف، ولم يزل مثابرا على تحصيله حتى حصل على درجة الاجتهاد.
شعره وشاعريته:
كان المترجم له يقرض الشعر على عادة كثير من علماء أسرته إلا أنه كان مقلا فيه، وشعره متوسط المستوى نظم في بعض المناسبات الدينية وخصوصا في مدح ورثاء آل الرسول - صلى الله عليه وآله - إلا أن شعره ضاع كغيره ممن ضاع شعره من سائر علماء وأدباء منطقته ولم نعثر له إلا على قصيدة واحدة نظمها في رثاء الإمام الحسين - عليه السلام - ستمر علينا أثناء الحديث.
وفاته:
توفي المترجم له في مدينة سوق الشيوخ في العراق أثناء الحرب العالمية الثانية وذلك عند عودته إلى الكويت مارا بسوق الشيوخ، وقد نقل جثمانه إلى النجف الأشرف، فتأخرت جنازته 16 يوما وكان الوقت صيفا، وينقل عن السيد ناصر الأحسائي أنه قال: فوالله العظيم ما وجدنا أي تغير على الجثمان، ولم يتعفن، وما شممنا منه إلا رائحة الكافور.
أقول: وهذا يدل على جلالة قدر المترجم له، وكذلك تكون كرامة الله لأوليائه.
وهنا أقدم للقارئ هذه القصيدة للشاعر كنموذج، قالها في رثاء الإمام الحسين - عليه السلام -:
أمنزل أهل الوحي ما لك مقفرا * بك الدار ظلما (3) بعدما كنت مسفرا أهل بهم استبدلت أهلا وصاحبا * وتنظر أن يأتوا فلا زلت مغبرا

(2) السيد ناصر الأحسائي هو أيضا أحد مراجع التقليد في الأحساء، وقد رجع إليه جماعة كثيرون في النجف والبصرة وسوق الشيوخ والكويت والأحساء، ومن أنجاله سماحة الحجة السيد علي الموجود حاليا في مدينة الدمام.
(3) ظلما: أصلها ظلماء من الظلام، ولكن حذف الشاعر همزة الكلمة لضرورة الشعر.
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»
الفهرست