مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٢ - الصفحة ٣٣
الفصل السادس في مدح شيخ الأباطح أبي طالب - عليه السلام - (5) طلبت بيضة الهدى منه صوتا * بأبي طالب ترقى ذراها وحمى شعبة الرسالة لما * قام في حفظها فكان وقاها وازر المصطفى بقول وفعل * وقريش من أجله عاداها (155) كان للدين حاميا وظهيرا * دونه كل نكبة يلقاها هو ربى لأحمد خير نفس * في حماه يتيمة آواها لم يزل كافلا له في القضايا * وهو في حي قومه أقضاها وإلى الهجرة استعد غداة الموت حوباء عمه وافاها أظهرت كيدها له العرب حقدا * يوم غاب الهزبرعن مثواها (160) ليت شعري هذا الذي ناطح الشهب بمجد جلا على شعراها لم تمت نفسه على الكفر كلا * ومن الغي والشقا حاشاها كان للمصطفى معينا على الأوثان حقا يريد هدم بناها عظم الله في قصائده الغر * وأبدى على النبي ثناها ورأى دين أحمد خير دين * وجميع الأديان مقتا قلاها (165) كيف يبقى غدا بضحضاح نار * ومساعيه كان هذا جزاها (6)

(٥) وله أيضا قصيدة أخرى يمدح بها والد الإمام أمير المؤمنين - عليهما السلام -، ذكرها العلامة النقدي - رحمه الله - في آخر (زهرة الأدباء في شرح لامية شيخ البطحاء) ص ٤٥، ط. النجف، قال:
وللفاضل الأديب الطائر الصيت الشيخ عبد الحسين الحويزي... أولها:
توارى محيا الشمس منك بحاجب * حياء وخوف الفتك من قوس حاجب (٦) إشارة إلى رواية مدسوسة وضعها أعداء الإمام أمير المؤمنين - عليه السلام - في ذم والده شيخ الأباطح، من أنه في ضحضاع من نار يغلي دماغه، ويرد على هذه الفرية الإمام الخامس باقر العلوم - عليه السلام - كما يحدثنا ابن أبي الحديد في شرحه على النهج ج ٣ ص ٣١١ سئل عما يقول الناس أن أبا طالب...
فقال: لو وضع إيمان أبي طالب في كفة ميزان وإيمان هذا الخلق في الكفة الأخرى لرجح إيمانه...
ويقول ابن الأثير في (جامع الأصول) عند ذكر أعمام النبي - صلى الله عليه وآله -: ما أسلم منهم غير حمزة والعباس وأبي طالب عند أهل البيت.
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست