مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١١ - الصفحة ١٧٩
أضرب عنق مروان، ما حال بيني وبين ذلك أن لا أكون أراه مستوجبا لذلك إلا أني سمعت أخي يقول: إن خفتم أن يهراق في محجم من دم فادفنوني بالبقيع، فقلت لأخي: يا با عبد الله - وكنت أرفقهم به -، إنا لا ندع قتال هؤلاء القوم جبنا عنهم، ولكنا إنما نتبع وصية أبي محمد، إنه والله لو قال: ادفنوني مع النبي - صلى الله عليه وسلم - لمتنا من آخرنا أو ندفنه مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولكنه خاف ما قد ترى، فقال: إن خفتم أن يهراق في محجم من دم فادفنوني مع أمي، فإنما نتبع عهده وننفذ أمره، قال: فأطاع الحسين بعد أن ظننت أنه لا يطيع فاحتملنا [5] حتى وضعناه بالبقيع.
وحضر سعيد بن العاص ليصلي عليه فقالت بنو هاشم: لا يصلي عليه أبدا إلا حسين، قال: فاعتزل سعيد بن العاص، فوالله ما نازعنا في الصلاة عليه وقال: أنتم أحق بميتكم، فإن قدمتموني تقدمت، فقال الحسين بن علي: تقدم، فلولا أن الأئمة تقدم ما قدمناك! (120).
قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا هاشم بن عاصم، عن المنذر بن جهم، قال: لما اختلفوا في دفن حسن بن علي [نزل] سعد بن أبي وقاص وأبو هريرة من أرضهما، فجعل سعد يكلم حسينا يقول: الله، الله، فلم يزل بحسين حتى ترك ما كان يريد (121).
قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا عبد الله بن أبي عبيدة، عن عبد الله بن حسن، قال: لما دعا الحسين حلف الفضول جاءه عبد الله بن الزبير فقال: هذه أسد بأسرها قد حضرت.
فقال معاوية - بعد ذلك - لابن الزبير: وحضرت مع حسين بن علي ذلك اليوم؟ فقال: حضرت للحلف الذي تعلم، دعيت به فأجبت، فسكت

(120) رواه ابن عساكر في تاريخه برقم 356 بإسناده عن ابن سعد، وما بين المعقوفين منه، ولاحظ التعليقة رقم 125.
(121) رواه ابن عساكر في تاريخه ص 224 عن ابن سعد، وما بين المعقوفين منه، والحسن بن محمد هو ابن محمد بن الحنفية.
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»
الفهرست