وتأويل البعض الآخر، وقد شذ بذلك عن جماعة المسلمين أجمع، فلا تجد أحدا مهما بلغ به النصب والتعصب وافقه على ذلك أو رضي به.
قال ابن الأثير في الكامل في ترجمته 11 / 562: وصنف كتابا في فضائل يزيد بن معاوية أتى فيه بالعجائب وقد رد عليه ابن الجوزي.
فتراهم مطبقين على أن مصنفه في فضائل يزيد، ولكنه هو أنكر ذلك عندما لقيه الناصر عند قبر أحمد فقال له: أنت عبد المغيث الذي صنف في مناقب يزيد!!
فقال: معاذ الله أن أقول إن له مناقب، ولكن من مذهبي أن الذي هو خليفة المسلمين إذا طرأ عليه فسق لا يوجب خلعه (1).
قرت عيون المسلمين بهكذا خليفة، حتى المحامي عنه المتعصب له المغالي فيه لا يرى له أي منقبة تؤهله لهذا المركز القدسي الذي هو تلو النبوة ولكن من من مذهبه أن الذي بلغ الحكم مهما كانت الوسائل فعلى المسلمين أن يخضعوا له وعلى الإسلام أن يعترف بشرعيته فلا يزعزعه الفسوق والفجور مهما بلغ، بل لا ينبغي لعنه وذمه حتى إذا قتل الحسين وسبى حرم رسول الله صلى الله عليه وآله واستباح المدينة وهدم الكعبة وتجاهر بالإلحاد.
وقال الذهبي: وكان ثقة سنيا!... تبارد وصنف جزءا في فضائل يزيد!
وأتى فيه بالموضوعات (2).
وقال أيضا: وقد ألف جزءا في فضائل يزيد، أتى فيه بعجائب وأوابد، لو لم يؤلفه لكان خيرا له... ولعبد المغيث غلطات تدل على قلة علمه (3).
وقال ابن كثير في ترجمته من تاريخه 12 / 328: وله مصنف في فضل يزيد ابن معاوية أتى فيه بالغرائب والعجائب، وقد رد عليه أبو الفرج ابن الجوزي فأجاد وأصاب.