مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٦ - الصفحة ١١٧
وصفية) أي تقييد الذات بالحدث على وجه يكون الحدث (صفة) للذات المبهمة.
ويختلف هذا النوع عن سابقة في: أن الأول يدل على (مسمى) هو إما الحدث وإما الذات، أما هذا النوع فيدل على (ذات موصوفة بالحدث) لذلك نستطيع أن نسميه: (الصفة) فتكون الصفات خمسة: صفة الفاعل، والمفعول، والمبالغة، والمشبهة، والتفصيل.
ج - أما كلمات (ضرب، ويضرب، ونضرب، وأضرب) وأمثالها فهي تدل أيضا على معنى مركب من الحدث المنسوب إلى الذات، و (الحدث) مدلول المادة، و (النسبة إلى الذات) مدلول الصيغة، فنحن نفهم من صيغة (ضرب) أن حدث الضرب صادر من فاعل مفرد مذكر غائب، ومن صيغة (أضرب) أنه صادر من فاعل مفرد مذكر متكلم، ومن صيغة (نضرب) أنه صادر من فاعل مذكر جمع متكلمين، وهكذا كل صيغ الأفعال مشعرة بنوع الفاعل - التذكير والتأنيث - وعدده - الإفراد والتثنية والجمع - وشخصه - التكلم والخطاب والغيبة -.
يقول فندريس - في حديثه عن دوال النسبة ودوال الماهية -:
" لنأخذ من العربية مجموعة من الكلمات مثل مجموعة: أن يعطي، أعطي، الاعطاء، معطون، إلى المعطي، فالتحليل يجد فيها، دون عناء عنصرا دائما هو (ع ط ي) الذي يصل كل هذه الكلمات بفكرة (الاعطاء) ولكنه يجد فيها، فضلا عن ذلك، عددا من العناصر الصوتية التي تستخدم للإشارة إلى أن الكلمة فعل أو اسم، ومن أي نوع هي، أو للدلالة على الفصيلة النحوية (النوع والعدد والشخص) التي تنتمي إليها الكلمات، وكذلك على العلاقة التي تربطها بكلمات الجملة الأخرى فهذه العناصر دوال النسبة " (25).
وملاحظتنا الأخيرة في تحليل صيغ المشتقات: أن صيغ الأفعال تختلف عن صيغ الصفات من ناحية تركيب معنى المادة بمعنى الصيغة، في أن الصفات (مركب تحليلي) أي أن لفظها واحد ولكن معناها ينحل إلى (ذات متصفة بالحدث). أما صيغ الأفعال فهي (مركب إسنادي) أي أن (الحدث) وهو معنى المادة، قد أسند إسنادا تاما

(25) اللغة لفندريس: 106، وانظر الصفحات 107، 112، 115، 116
(١١٧)
مفاتيح البحث: الضرب (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»
الفهرست