مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤ - الصفحة ١٩٤
وبه الأرض أشرقت واستطالت (62) * - إذ أتاها - على علو سماها وبه مكة على كل شئ * فخرت إذ حواه منها فناها وحقيق بها إذ افتخرت * بالمصطفى أحمد على من سواها قد حوت سؤددا تود دراري * الشهب منه تكون من حصباها (90) إذ حوت سيد السماوات * والأرض ومختار خالق سواها كعبة الفاضلين في كل فضل * بل وناموسها الذي رباها إن يكن جاء للنبيين ختما * فلقد كان في الوجود أباها ما أتى آخرا سوى لمزايا * فيه ذو العرش حكمة أخفاها إذ هو العالم المفيض عليها * كل علم أتى به أنبياها فهي عنه بكل عصر تؤدي * ما من الرشد للبرايا عناها فلذا ما حوته من مكرمات * وجلال إليه يعزى انتهاها سل به آدما فكم من أياد * من جلال إليه قد أسداها وبه تاب ذو الجلال عليه * إذ جنى من خطيئة حوباها وله أسجد الملائك * والأسماء طرا لحفظه أملاها (100) وله نال بالسفينة نوح * خير عقبى وفلكه نجاها والخليل اغتدت له النار بردا * وسلاما به وأطفى لظاها وهو سر العصا لموسى فألقت * عنده الساحرون سلما عصاها ولعيسى أعار سرا فأحيا * من قبور دوارس على موتاها كم له في العلى سوابق فضل * مستحيل على العداد انتهاها يعجز العد عن مناقب نفس * ذو المعالي لأجله سواها فهي صنع له وكل البرايا * أحكمت صنعها البديع يداها ظهرت باسمه العظيم فكل * خاضع تحت مجتلى كبرياها أنبأ الخلق سورة النور عنه * نبأ كالشموس راد ضحاها تاه في وصفه الخلائق طرا * وحقيق بوصفه أن يتاها (110) صاغة الله جوهرا وهي منه * عرضا منه كونها قد أتاها

(62) استطال هنا: بمعنى طال، وهو متعد، و - سماها - مفعول لاستطالت.
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 199 200 ... » »»
الفهرست