مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤ - الصفحة ١٨٩
كيف تهوى الملام نفس معنى * كثرة اللوم في الهوى أغواها ما لنفسي وللسلو وهذا * دمعها أهرقته سرب دماها (11) صيرته خضابها لا كف * وخدود قد صرت من قتلاها لست أنسى - وكيف أنسى -!؟ زمانا * قد تجلت أيامه بصفاها وليال قد أقمرت (12) بوصال العين (13) * من غيدها (14) وشط نواها زمن أينعت ثمار الأماني * لي فيه وأتحفتني جناها (15) حيث لم نلف واشيا ورقيبا * نتقي منهما وقوع جفاها فتولى كأنه ومضة (16) من * برقة أو كخفقة (17) من كراها (18) يا رعى الله تلك أوقات أنسي * تم حسن الزمان من حسناها (20) كم به من لبانة (19) أنعشتنا * باجتنا صفوها بوصل مهاها (20) فقضينا به مناسك عشق * حيث إحرامنا بلبس هواها ثم قد ضمنا معرس وصل * فأفضنا به لورد لماها (21) ثم حلت نفوسنا مشعر الأمن * ونالت من بعد ذاك مناها فنحرنا هدي الجوى (22) وحلقنا * من وشاة لنا شعور رجاها وقذفناهم برمي جمار البعد * عنا فأحرقتهم لظاها (23)

(11) الدمى: جمع دمية، وهي الصنم والصورة من العاج.
(12) أقمرت: أضاءت، يقال: ليلة قمراء أي مضيئة.
(13) العين جمع أعين: وهو واسع العين، والمرأة عيناء.
(14) الغيد: جمع غادة: وهي المرأة أو الفتاة الناعمة اللينة الأعطاف، وكذلك الغيداء وهي بينة الغيد.
(15) الجنى: ما يجتنى من الشجر، يقال: جنى الثمرة أي تناولها من شجرتها.
(16) يقال: ومض البرق أي لمع لمعا خفيا ولم يعترض في نواحي الغيم.
(17) يقال: خفق الرجل أي حرك رأسه وهو ناعس.
(18) الكرى: النعاس.
(19) اللبانة: الحاجة.
(20) المها بالفتح: جمع مهاة، وهي البقرة الوحشية.
(21) اللمي: سمرة أو سواد في باطن الشفة يستحسن.
(22) الجوى: الحرقة وشدة الوجل.
(23) اللظى: النار، ولظى أيضا: اسم من أسماء النار معرفة لا ينصرف.
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»
الفهرست