مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣ - الصفحة ٢٩
فقد قال الشيخ منتحب الدين: الشيخ المفيد أبو محمد عبد الرحمان بن أحمد الحسين النيسابوري الخزاعي، شيخ الأصحاب بالري، حافظ، ثقة واعظ، سافر في البلاد شرقا وغربا، وسمع الأحاديث عن المؤالف والمخالف، وقد قرأ على السيدين علم الهدى المرتضى، وأخيه الرضي، والشيخ أبي جعفر الطوسي، والمشايخ سالار، وابن البراج، والكراجكي - رحمهم ا لله جميعا - وقال أيضا: الشيخ المفيد عبد الجبار بن عبد الله بن علي المقرئ الرازي فقيه الأصحاب بالري، قرأ عليه في زمانه قاطبة المتعلمين من السادة والعلماء، وقد قرأ على الشيخ أبي جعفر الطوسي جميع تصانيفه وقرأ على الشيخين سالار وابن البراج (37).
عام تأليف الكتاب:
قد ذكر القاضي في كتاب الإجارة تاريخ اشتغاله بكتابه باب الإجارة وهو عام 467 (38).
فالكتاب حصيلة ممارسة فقهية، ومزاولة طويلة شغلت عمر المؤلف مدة لا يستهان بها، وعلى ذلك فهو ألف الكتاب بعد تخليه عن القضاء لأنه اشتغل بالقضاء عام 438، ومارسها بين عشرين وثلاثين عاما، فعلى الأول كتبها بعد التخلي عنه، وعلى الثاني اشتغل بالكتابة في أخريات ممارسته للقضاء.
وعلى ذلك فالكتاب يتمتع بأهمية كبرى، لأنه - رحمه الله - وقف في أيام توليه للقضاء على موضوعات ومسائل مطروحة على صعيد القضاء فتناولها بالبحث في الكتاب، وأوضح أحكامها، فكم فرق بين كتاب فقهي يؤلف في زوايا المدرسة من غير ممارسة عملية للقضاء، وكتاب ألف بعد الممارسة لها أو خلالها.
ولأجل ذلك يعتبر الكتاب الحاضر " المهذب " من محاسن عصره.

(٣٧) بحار الأنوار ج ١٠٢ - فهرس الشيخ منتجب الدين - ص 242.
(38) راجع الجزء الثاني، كتاب الإجارة قال: إذا استأجر دارا فقال المؤجر - وهو مثلا في رجب -:
أجرتك هذه الدار في شهر رمضان، أو كان في مثل هذه السنة وهي سنة سبع وستين وأربعمائة، فقال:
أجرتك هذه الدار سنة ثمان وستين وأربعمائة، إلى آخره
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»
الفهرست