مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١ - الصفحة ١٠٣
إسماعيل بن عياش، عن عمرو بن عبد الله، عن القاسم بن مخيمرة، عن الأحنف بن قيس، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: خطب أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه ابنته فاطمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفضل الصلوات والتسليمات: يا با بكر لم ينزل القضاء بعد.
ثم خطبها عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع عدة من قريش، كلهم يقول له مثل قوله لأبي بكر.
فقيل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: لو خطبت إلى النبي صلى الله عليه و سلم أفضل الصلوات والتسليمات ابنته لخليق أن يزوجكها.
قال: وكيف وقد خطبها أشراف قريش فلم يزوجها؟! فقالوا: اخطبها على ذلك.
قال: فخطبها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أمرني ربي عز وجل، بذلك.
قال أنس: ثم دعاني النبي صلى الله عليه وسلم بعد أيام فقال لي: يا أنس، أخرج وادع لي أبا بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمان ابن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة، والزبير، وبعدة من الأنصار.
قال أنس: فخرجت فدعوتهم، فلما اجتمعوا عند النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الصلوات والتسليمات وأخذوا مجالسهم وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه غائبا في حاجة النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي عليه السلام: الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع بسلطانه، المرهوب من عذابه وسطواته النافذ أمره في سمائه وأرضه الذي خلق الخلق بقدرته، وميزهم بأحكامه، وأعزهم بدينه، وأكرمهم بنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -.
إن الله تبارك اسمه وتعالى عظمته جعل المصاهرة سببا لاحقا، وأمرا مفترضا، أوشج به الأرحام، وألزم به الأنام، فقال عز من قائل: ﴿وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا﴾ (1). فأمر الله يجري إلى قضائه، وقضاؤه يجري إلى قدره، ولكل قضاء قدر، ولكل قدر أجل، ولكل أجل كتاب، يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب.
ثم إن الله تعالى أمرني أن أزوج فاطمة بنت خديجة من علي بن أبي طالب، فاشهدوا أني قد زوجته على أربعمائة مثقال فضة إن رضي بذلك علي بن أبي طالب.

(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 99 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»
الفهرست