مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١ - الصفحة ٧٩
نظرة في بعض النصوص التأريخية حامد شاكر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين، قادة الخلق، وأرباب الحق، ولسان الصدق.
وبعد: أضع بين يديك قارئي العزيز قطعة من رواية تتعلق بمقتل الحسين عليه السلام وسير السبايا، ذكرها ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب (1) نقلا عن أبي مخنف، وأخرجها عنه شيخ الإسلام المجلسي في بحار الأنوار (2)، وتبعه الشيخ البحراني في عوالم العلوم - حياة الإمام الحسين عليه السلام - والنص كما يلي:
(قال أبو مخنف:.. وجاؤا بالحرم أسارى إلا شهربانويه فإنها أتلفت نفسها في الفرات).
وفي قبال هذا النص - الذي يتعلق بوالدة إمام معصوم، هو الإمام زين العابدين عليه السلام - يجد القارئ اللبيب نفسه ملزما بمتابعة النص من ناحية عقائدية باعتباره يمس ركنا أساسيا في عقيدته، وعلى هذا الأساس نذكر بعض الحقائق التي ترتبط بالموضوع:
1 - إن لأم المعصوم درجة رفيعة في مجال التكامل النفسي والطهارة الروحية بحيث تجعلها أهلا لحمل السر الإلهي الذي لولاه لساخت الأرض بأهلها، والنور الرباني الذي أودع في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة، ذاك هو المعصوم، فهي إذن درجة ترتفع بصاحبها عن مرديات الهوى، ومهلكات النفس، وتسمو به عاليا نحو المقصود الكلي والوجود الأزلي، من هنا كان اختيار أم المعصوم محفوفا بألطاف جلية، ورعاية إلهية، ومعاجز ربانية، كما يحدثنا تأريخنا عبر الروايات والأخبار، فالمتتبع لقصة أسر شهربانويه،

١ - مناقب آل أبي طالب ٤: ١١٢.
٢ - بحار الأنوار ٤٥: ٦٢
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 75 76 77 78 79 80 81 83 85 86 ... » »»
الفهرست