وقد قدم السد هبة الدين الشهرستاني لطبعة استانبول بترجمة ضافية له، مقتبسا من كتابه (النوبختية) في تراجم آل نوبخت (6)، وطبعت في سائر طبعات الكتاب.
وترجمه الأستاذ إقبال بتفصيل في كتابه (خاندان نوبختي) بالفارسية (7).
وهو من أعلام فن: (الآراء والمقالات والفرق) وقد ألف في المسائل الكلامية والردود عدة كتب وأشهر مؤلفاته هو كتاب (الآراء والديانات) في تاريخ الفرق وعقائدها ذكره له الطوسي، وقال: لم يتمه (8)، وذكره النجاشي، وقال: إنه قرأه على الشيخ المفيد (9)، وأورده ابن شهرآشوب في ترجمته (10).
ونقل بعض فصوله عبد الرحمن ابن الجوزي في كتابه (تلبيس إبليس) (11) وأورد الأستاذ (ه. ريتر) كل ما ذكره ابن الجوزي في مقدمة الطبعة الأولى ل (فرق الشيعة) (12).
ووضع الأستاذ إقبال قائمة بمواضع النقل عن هذا الكتاب عند ابن الجوزي وغيره (13).
كتاب فرق الشيعة:
ذكره له النجاشي في رجاله بهذا العنوان، وذكر له بعده مباشرة كتاب (الرد على فرق الشيعة ما خلا الإمامية) (14).
ولم يذكر له غير النجاشي من قدماء المفهرسين كتابا بهذا العنوان، كابن النديم ولا طوسي وابن شهرآشوب (15).
لكن جاء ذكر كتاب النوبختي في بعض المؤلفات عند الحديث عن تعداد فرق الشيعة، وقد استفاد بعض الفضلاء من ذلك أن كتاب النوبختي المذكور فيها إنما يراد به (فرق الشيعة)، فلنتابع تلك المؤلفات لنرى مدى دلالتها على ذلك:
1 - (الفصول المختارة): وهو اختيار الشريف المرتضى لبعض فصول كتاب (العيون والمحاسن) لأستاذه الشيخ المفيد (16)، فقد جاء فيه عند ذكر الفرق الشيعية بعد وفاة الإمام الحادي عشر الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) ما نصه: (افترق أصحابه بعده - على ما حكاه أبو محمد الحسن بن موسى رضي الله عنه - أربع عشر فرقة) (17).
ولو كانت الجملة المعترضة أصلية في نسخ الفصول المختارة - حيث أنا لم نقف إلا على نسخة مخطوطة حديثا وهي أصل المطبوع - فهي إحدى المؤيدات لعدم صحة نسبة فرق الشيعة إلى النوبختي للاختلاف الشاسع بين ما نقله المفيد عنه، وما هو الموجود في فرق الشيعة المطبوع من حيث الكمية، ومن حيث الترتيب لتعديد الفرق (18)، كما سيأتي بيانه.