لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ١ - الصفحة ١٥٧

____________________
صلى الظهر بالصهباء من أرض خيبر، ثم أرسل عليا (ع) في حاجة، فجاء وقد صلى رسول الله (ص) العصر، فوضع رأسه في حجر علي (ع)، ولم [فلم - ظ] يحركه حتى غربت الشمس فقال رسول الله (ص): " اللهم إن عبدك عليا احتبس نفسه على نبيه، فرد عليه شرقها "، قالت أسماء: فطلعت الشمس حتى رفعت على الجبال، فقام علي (ع) فتوضأ وصلى العصر، ثم غابت الشمس. (قال ابن كثير بعد ذلك:) و هذا الإسناد، فيه من يجهل حاله (1)، فإن عونا هذا، وأمه، لا يعرف أمرهما بعدالة وضبط يقبل بسببهما، خبرهما فيما دون هذا المقام، فكيف يثبت بخبرهما هذا الأمر العظيم الذي لم يروه أحمد من أصحاب الصحاب ولا السنن ولا المسانيد المشهورة، فالله أعلم. (قال ابن كثير:) ثم أورده هذا المصنف (أي الحسكاني) من طريق الحسين بن الحسن الأشقر - وهو شيعي جلد، وضعفه غير واحد (2) - عن الفضيل بن مرزوق، عن إبراهيم بن

1 - قال أبو جعفر الطحاوي، بعد نقل الحديث من الطريق المذكور، فاحتجنا أن نعلم من محمد بن موسى المذكور في إسناد الحديث، فإذا هو محمد بن موسى المدني المعروف بالفطري، وهو محمود في روايته. واحتجنا أن نعلم من عون بن محمد المذكور فيه، فإذا هو عون بن محمد بن علي بن أبي طالب (ع). واحتجنا أن نعلم من أمه التي روى عنها في هذا الحديث، فإذا هي أم جعفر ابنة محمد بن جعفر بن أبي طالب (ع). " مشكل الآثار " جزء 2، ص 9. أقول: وفي ذيل ص 9 (جزء 2) من الكتاب المذكور، نقلا عن كنى " التقريب ": الفطري بكسر الفاء وسكون الطاء، المدني: صدوق من السابعة. وفي ذيل ص 9 (جزء 2) وكذا في ذيل ص 389 (جزء 4) من الكتاب، نقلا عن كنى " التقريب " أيضا: أم عون بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب، ويقال لها أم جعفر، مقبولة من الثالثة. وفي " تهذيب التهذيب ":
جزء 12، ص 474: أم عون بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب الهاشمية، ويقال أم جعفر: زوجة محمد بن الحنفية، وأم ابنه، عون. روت عن جدتها أسماء بنت عميس. و (روى) عنها ابنها، عون، وأم عيسى الجزار، ويقال الخزاعية.
2 - أقول: ووثقه غير واحد أيضا، قال ابن حجر: الحسين بن الحسن الأشقر الفزاري الكوفي، روى عن شريك... وابن عيينة... وغيرهم، و (روى) عنه، أحمد بن عبدة الضبي، وأحمد بن حنبل، وابن معين، والفلاس، وابن سعد و... وغيرهم... (إلى أن قال:) وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مات سنة 208 ه‍، أخرج له النسائي حديثا واحدا في الصوم... وقال ابن الجنيد: سمعت ابن معين ذكر الأشقر، فقال: كان من الشيعة الغالية، قلت: فكيف حديثه: قال: لا بأس به قلت: صدوق؟ قال: نعم، كتبت عنه... " تهذيب التهذيب "، جزء 2، ص 335 إلى 337.
أقول: ولا بأس بذكر بعض من ضعفه وما قال، حتى يعلم وجه تضعيفه، ففي الجزء 2 (ص 335 إلى 337) من الكتاب المذكور: وقال الجوزجاني (المنحرف عن علي عليه السلام، في حقه): غال من الشتامين للخيرة. وأورد (العقيلي) عن أحمد بن محمد بن هاني، قال: قلت لأبي عبد الله، يعني ابن حنبل: تحدث عن حسين الأشقر؟ قال: لم يكن عندي ممن يكذب، وذكر عنه التشيع، فقال له العباس بن عبد العظيم: إنه يحدث في أبي بكر، وعمر وقلت أنا: يا أبا عبد الله، إنه صنف بابا في معائبهما، فقال: ليس هذا بأهل أن يحدث عنه، وقال له العباس: إنه روى عن ابن عينية، عن ابن طاوس، عن أبيه حجر المدري، قال: قال لي على (عليه السلام):
" إنك ستعرض على سبي، وتعرض على البراءة مني، فلا تتبرأ مني ". فاستعظمه أحمد، وأنكره. قال (أي العباس بن عبد العظيم): ونسبه (أي نسب الحسين الأشقر، الحديث) إلى طاوس: أخبرني أربعة من الصحابة: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي (عليه السلام): " اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه ". فأنكره جدا، وكأنه لم يشك أن هذين كذب. ثم حكى العباس عن علي بن المديني أنه قال: هما (أي الحديثان) كذب، ليسا من حديث ابن عينية.
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»