لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ٦٦
تنزل يتحدد بحدود أكثر ويعرضه النقص والعدم، فيصح أن يقال النور من الشمس، والحدود والنقائص من المرآة ومع ذلك لولا الشمس وإشراقها لم يكن حد ولا ضعف، فيصح أن يقال: كل من عند الشمس.
فنور الوجود البازغ من أفق عالم الغيب كله ظل نور الأنوار ومظهر إرادته وعلمه وقدرته وحوله وقوته، والحدود والتعينات والشرور كلها من لوازم الذات الممكنة وحدود إمكانها، أو من تصادم الماديات وتزاحم الطبائع.
التمثيل الثاني: قد نقل عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) " من عرف نفسه فقد عرف ربه " ولعل الإمعان في قوى النفس ظاهرية كانت أو باطنية يبين لنا مكانة أفعال العباد إلى الباري تعالى، لأن قوى النفس قائمة بها، فإذا قامت القوى بالفعل والإدراك يصح نسبتهما إلى القوى كما يصح نسبتهما إلى النفس فإذا رأى بالبصر وسمع بالسمع، فالأفعال كلها فعل للنفس بالذات وللقوى بالتبع فلا يصح سلبها عن النفس، لكونها بالبصر تبصر وبالسمع تسمع، ولا سلبها عن القوى لكونها قائمة بها ومظاهر لها.
يقول صدر المتألهين: الإبصار مثلا فعل الباصرة بلا شك،
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 72 ... » »»