لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ٥٠
وبرهانه:
هو امتناع انتزاع مفهوم واحد من أشياء متخالفة بما هي متخالفة من دون جهة وحدة بينها وإلا لزم أن يكون الواحد كثيرا، لأن المحكي بالمفهوم الواحد هي هذه الكثرات المتكثرة من دون وجود وجه اشتراك بينها، فكيف يكون الحاكي واحدا والمحكي متكثرا؟
ثم إن لازم كون الوجود بسيطا وله حقيقة واحدة، هو أن يكون الشدة والضعف عين تلك المرتبة لا شيئا زائدا عليها، فالوجود الشديد هو الوجود، لا المركب من الوجود وشدته، كما أن الوجود الضعيف نفس الوجود لا أنه مركب من وجود وضعف.
إذا عرفت ما ذكرنا فاعلم أنه إذا كانت حقيقة الوجود في كل مرتبة هو أن تكون المرتبة نفس حقيقته لا شيئا عارضا عليه، وعليه يكون كل وجود في مرتبة لاحقة، متعلقا بالمرتبة السابقة غير متجافية عنها على وجه لو تخلى عن مرتبته، يلزم الانقلاب الذاتي المحال.
وبعبارة أخرى: إذا كانت درجة الوجود تشكل في كل مرتبة
(٥٠)
مفاتيح البحث: يوم عرفة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»