لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ٣١٠
يتحدد به الشئ فهو مقدم على القضاء بمعنى ضرورة وجوده، لأن الشئ إنما يتحدد، بكل جزء من أجزاء العلة فإن كل واحد منها يؤثر أثره في المعلول على حدته. فحيث إن أجزاء العلة تتحقق قبل تمامها، وكل جزء منها يؤثر أثره في محيطه، ويكون أثره تحديد الموجود وصبغه، يجب أن يكون التقدير مقدما على القضاء، فصانع الطائرة يهيئ لمصنوعه قطعا وأجزاء صناعية مختلفة، كل منها من صنع مصنع، ثم يركب هذه الأجزاء بعضها مع بعض، فيصل إلى حد القضاء، فتكون طائرة تحلق في السماء.
ومثله الثوب المخيط، فإن هناك عوامل مختلفة تعطيه صورة واحدة، مثل تفصيل القميص، والخياطة الخاصة، وغير ذلك من الخصائص التي تحدد الثوب قبل وجود العلة التامة.
وفي ضوء هذا البيان يمكن أن يقال: إذا كان الشئ موجودا ماديا، وكانت علته علة مركبة من أجزاء، فتقديره مقدم على قضائه، حيث إن تأثير الجزء مقدم على تأثير الكل. وأما الموجودات المجردة المتحققة بعلة بسيطة، فالتقدير والقضاء العينيان فيها يكونان في آن واحد، فإن الخلق والإيجاد، الذي هو
(٣١٠)
مفاتيح البحث: القميص (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»