لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ٣٠٨
وجوده، فلا يوجد شئ خاليا عن الحد والتقدير سوى الله تعالى سبحانه.
2. لزوم وجوده، وضرورة تحققه بتحقق علته التامة التي تضفي على الشئ وصف الضرورة والتحقق. وإلى ذلك يشير النبي الأكرم بقوله: " لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربعة "، وعد منها القدر (1) ويشير إليه الإمام الطاهر موسى بن جعفر (عليه السلام) بقوله: " لا يكون شئ في السماوات والأرض إلا بسبعة " وعد منها القضاء والقدر. (2) فالعالم المشهود لنا لا يخلو من تقدير وقضاء. فتقديره، تحديد الأشياء الموجودة فيه من حيث وجودها، وآثار وجودها، وخصوصيات كونها بما أنها متعلقة الوجود والآثار بموجودات أخرى، أعني: العلل والشرائط، فيختلف وجودها وأحوالها باختلاف عللها وشرائطها، فهي متشكلة بأشكال تعطيها الحدود التي تحدها من الخارج والداخل، وتعين لها الأبعاد من عرض وطول وشكل وهيئة وسائر الأحوال من مقدار الحياة والصحة والعافية أو المرض والعاهة ما يناسب

(1) البحار: 5 / 87، ح 2.
(2) المصدر نفسه: 88، ح 7.
(٣٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 ... » »»