لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ٣٠٩
موقعها في العالم الإمكاني. فالتقدير يهدي هذا النوع من الموجودات إلى ما قدر له في مسير وجوده. قال تعالى: * (الذي خلق فسوى * والذي قدر فهدى) * (1) أي هدى ما خلقه إلى ما قدر له. وقال سبحانه: * (من نطفة خلقه فقدره * ثم السبيل يسره) * (2).
وفي قوله سبحانه: * (ثم السبيل يسره) * إشارة لطفية إلى أن التقدير لا يسلب منه الاختيار، وفي وسع الإنسان أن يبطل بعض التقدير أو يؤيده ويدعمه فيذهب عن نفسه العاهة أو يؤكدها ويثبتها.
وأما قضاؤه، فلما كانت الحوادث في وجودها وتحققها منتهية إليه سبحانه، فما لم يتم لها العلل والشرائط الموجبة لوجودها فإنها تبقى على حال التردد بين الوقوع واللاوقوع، فإذا تمت عللها وعامة شرائطها ولم يبق لها إلا أن توجد، كان ذلك من الله قضاء وفصلا لها من الجانب الآخر وقطعا للإبهام.
التقدير مقدم على القضاء إذا كان التقدير بمعنى تحديد وجود الشئ، والحد ما

(١) الأعلى: ٢ - ٣.
(٢) عبس: ١٩ - 20.
(٣٠٩)
مفاتيح البحث: الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»