لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ٣٠٧
وأما القضاء، فهو عبارة عن وصول الشئ حسب اجتماع أجزاء علته إلى حد يكون وجوده ضروريا وعدمه ممتنعا، بحيث إذا نسب إلى علته يوصف بأنه ضروري الوجود.
فلأجل ذلك استعير لبيان مقدار الشئ من الخصوصيات لفظ " القدر "، ولتبيين ضرورة وجوده وعدم إمكان تخلفه، لفظ " القضاء " وفسر أئمة أهل البيت (عليهم السلام) القدر بالهندسة ووضع الحدود من البقاء والفناء، والقضاء بالإبرام وإقامة العين.
وعلى ذلك فيجب علينا أن نبحث عن التقدير والقضاء العينيين اللذين أخبر عنهما الكتاب العزيز وقال: * (إنا كل شئ خلقناه بقدر) * (1).
وقال سبحانه: * (فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم) * (2).
فلا يوجد على صفحة الوجود الإمكاني شئ إلا بظل هذين الأمرين:
1. تقدير وجود الشئ وتحديده، بخصوصيات تناسب

(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»