لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ٣٠
الوصف إلا بمسبوقيتهما بالإرادة.
ثم إن المحقق الخراساني أجاب عن الإشكال - وقسم الإرادة والطلب - بعد الحكم بوحدتهما - إلى قسمين: حقيقية وإنشائية، فقال بوجودهما حقيقة في الأوامر الحقيقية، وبعد مهما حقيقة في الأوامر الاختبارية، وبوجودهما فيهما إنشاء.
وقد أشار إلى هذا الجواب بقوله " فإنه كما لا إرادة حقيقة في الصورتين (صورتي الاختبار والاعتذار) لا طلب كذلك فيهما، والذي يكون فيهما إنما هو الطلب الإنشائي الإيقاعي الذي هو مدلول الصيغة أو المادة (1).
يلاحظ عليه بأمرين:
الأول: أن الإرادة من الأمور التكوينية الحقيقية، ولا تقع مثل هذه الأمور في إطار الإنشاء، وإنما يتعلق الإنشاء بالأمور الاعتبارية، فتقسيم الإرادة إلى حقيقية وإنشائية ليس بتام.
الثاني: قد عرفت وجود الإرادة الحقيقية في الصورتين، وهو تعلقها حقيقة بالبعث والطلب، وإن لم تتعلق بنفس الفعل الخارجي، الذي هو خارج عن سلطان الأمر.

(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 36 ... » »»