لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ٢٧
أدلة الأشاعرة على وجود الكلام النفسي:
إن الإنسان قد يأمر بما لا يريده كامتحان عبده وإنه هل يطيعه أو لا؟ فالمقصود هو الاختبار فحسب، فثمة طلب دون إرادة. (1) وبعبارة أخرى: إن صدور الأوامر الامتحانية يتوقف على وجود مبدأ في النفس تترشح منه، وبما أنه ليس هناك مبدأ باسم الإرادة، فلا يصلح له إلا الطلب القائم بالنفس، وهو الكلام النفسي في مورد الإنشاء.
والجواب: أن البحث عن حقيقة الإرادة ومبدئها موكول إلى الفن الأعلى، والذي يناسب ذكره في المقام هو ما يلي:
إن كل فعل اختياري، مسبوق بالتصور ثم التصديق بفائدة وغاية، إذ لا يتصور صدور الفعل بلا غاية، كيف، وهي من العلل

(١) شرح المواقف: ٢ / 49.
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»