لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ٢٨٦
ورد في الكتاب العزيز، وربما صار مستمسكا للجبر.
فنقول:
قد ورد في الذكر الحكيم آيتان:
الآية الأولى:
قال سبحانه: * (يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد * فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق * خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد * وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ) * (1).
وقد استدل الرازي بهذه الآية على الجبر الأشعري، الذي كان يتبناه وقال: إعلم أنه تعالى حكم الآن على بعض أهل القيامة بأنه سعيد، وعلى بعضهم بأنه شقي، ومن حكم الله عليه بحكم وعلم فيه ذلك الأمر، امتنع كونه بخلافه، وإلا لزم أن يصير خبر الله تعالى كذبا وعلمه جهلا، وذلك محال، فثبت أن السعيد لا ينقلب شقيا، وأن الشقي لا ينقلب سعيدا. (2) إن كلام الرازي يحتمل وجهين:
1. يعتمد في استدلاله على الجبر بعلمه سبحانه بأن الناس

(١) هود: ١٠٥ - 108.
(2) الرازي: مفاتيح الغيب: 5 / 93، ط 1 - 1308 ه‍.
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»