الاستحقاق. فالإنسان بطغيانه على مولاه وجرأته عليه يستحق نزول البلاء، ولكنه بإطاعته وإخلاصه وامتثاله لأوامر مولاه لا يستحق شيئا على مولاه، لأنه إنما قام بالطاعة بالمواهب التي منحها الله سبحانه إليه، ولم يكن مالكا لشئ، منفقا له في مسير الطاعة حتى يستحق شيئا على الله، بل إن وجوده وإرادته وأعضاءه وأفعاله كلها مواهب لله. فصار عمله أشبه بإحسان الولد لوالده بما ملكه له، وللفرق الواضح بين الحسنة والسيئة نرى أن الحديث القدسي المنقول عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يفرق بين الحسنة والسيئة ويقول: " يا بن آدم بمشيئتي كنت أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء، وبنعمتي أديت إلي فرائضي، وبقدرتي قويت على معصيتي، خلقتك سميعا بصيرا، أنا أولى بحسناتك منك وأنت أولى بسيئاتك مني " (1).
(٢٨٤)