لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ٢٨٢
حسنة.... وما أصابكم من سيئة...، فلأجل فقدانهم الفهم عدل عن مخاطبتهم إلى مخاطبة النبي، ولكن ليس للنبي هناك خصوصية، بل هو وجميع الناس بالنسبة إلى مفاد الآية الثانية سواسية.
الثانية: إن الآية الثانية وردت بعد الآية الأولى، فلا يمكن أن تحكم على خلاف الأولى، فلا بد أن تكون في مفادها ناظرة إلى شئ آخر يتناسب مع مفاد الآية الأولى. وذلك أن الآية الثانية تنسب الحسنة إلى الله والسيئة إلى الإنسان، ولكن بملاك آخر غير الملاك الموجود في النسبة الأولى. وليس هذا الملاك إلا ملاحظة المناشئ والمبادئ التي تجر النقمة إلى الإنسان، فالسيئات لأجل وجودها الإمكاني ممكنة منسوبة إلى الله تبارك وتعالى، وبما أن الإنسان بطغيانه في حياته وركوبه المعاصي والموبقات يستحق نزول البلاء، فيصح أن تنسب السيئة إليه، لأنه هو الذي صار سببا لنزول القهر والهزيمة والمصيبة إليه.
ولولا أعماله السيئة، وطغيانه، لما نزلت الحوادث المؤلمة، في الحرب والسلم، وعلى ضوء ذلك فالسيئة بالمعنى الذي عرفته قابلة للملاحظة من جهتين، بما أنها حادثة ممكنة، تنتهي إلى الله وتكون منه فتكون كالحسنة من الله تعالى، وبما أن الإنسان
(٢٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 ... » »»