لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ١٦
مع الذات أو اتحاد مفاهيم بعضها مع الآخر، لأن المفاهيم من مقولة الماهيات وهي مثار الكثرة، كما أن الوجود مدار الوحدة، بل المراد وحدة واقعية هذه الصفات مع واقعية الذات، وأن الذات بوحدتها كافية في انتزاع هذه الصفات عنها وأنها بصرافتها وخلوها عن أي شئ غير الوجود، كاف في الحكم عليها بالعلم والقدرة والحياة.
الثالث: الإرادة الذاتية لله سبحانه اتفق أهل الحديث على نفي الإرادة الذاتية وأن إرادته سبحانه هي إحداثه وإيجاده تمسكا بالروايات الواردة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
ولكن سلب الإرادة الذاتية عنه سبحانه يستلزم خلو الذات عن الكمال المطلق للموجود بما هو موجود، وتصور ما هو أكمل منه تعالى، لأن الفاعل المريد، أفضل وأكمل من الفاعل غير المريد، فيكون سبحانه كالفواعل الطبيعية غير المريدة التي تعد من مبادئ الآثار.
وأما موقف الروايات التي رويت عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، فالإمعان فيها يعرب عن أنها بصدد نفي الإرادة الحادثة
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»