لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ٢٥٣
قلوبهم قاسية لا يتأثرون بوعظ الأنبياء وإنذارهم، ولا يكترثون من تحريف الدين وغيره، والآيتان تعبران عن دور العبد في مصيره وأنه سبحانه غب فعل العبد، يعاقبه بلعنهم وجعل قلوبهم قاسية. وله نسبتان إلى العبد وإلى الله.
3. إن هنا مجموعة من الآيات تعرف الإنسان بأنه فاعل مختار في مجال أفعاله، وفي مقابلها مجموعة أخرى تصرح بأن تأثير العلل في الكون كلها بإذنه ومشيئته. فالمجموعة الأولى تناقض الجبر وتفنده، كما أن المجموعة الثانية ترد التفويض وتبطله، ومقتضى الجمع بين المجموعتين هو الأمر بين الأمرين، وأن للفعل نسبة إلى العبد، إذ هو باختياره يقوم بما يفعل أو يترك، وفي الوقت نفسه، يعمل بإذنه ومشيئته ولا يقع في سلطانه ما لا يريد، وإن كان ما يريده واقعا عن طريق اختيار العبد.
وإليك نزرا من المجموعة الأولى:
1. قال سبحانه: * (من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد) * (1).

(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»