لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ٢٥٥
عليما حكيما) * (1).
ومنها قوله سبحانه: * (وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة) * (2).
والجمع بين هذه الآيات، يتحقق بالقول بالأمر بين الأمرين ولا نعني بما ذكرناه أن بين الآيات تعارضا واختلافا، كتعارض الروايات غاية الأمر أنه يجمع بينهما، بل المقصود أن العالم الإمكاني وما يحدث فيه من أحداث، مشتمل على نسبتين:
نسبة إلى مؤثراتها، ونسبة إلى بارئها وخالقها، وكلامه سبحانه تارة ينتهي إلى بيان الأولى، وأخرى إلى بيان الثانية وثالثة إلى بيان القسمين.
الأمر بين الأمرين في السنة ولقد تضافرت الروايات عن أئمة أهل البيت، وقد جمع الصدوق القسم الأوفر من الروايات في " توحيده "، والعلامة المجلسي في " بحاره " ونحن نذكر رواية واحدة ذكرها صاحب " تحف العقول " وهي مأخوذة عن رسالة كتبها الإمام الهادي (عليه السلام) في نفي الجبر والتفويض، ومما جاء فيها:

(١) الإنسان: ٣٠.
(٢) المدثر: ٥٦.
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»