لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ٢٢٣
الثانية: الاستغناء في جانب الفعل مع أن الفعل ممكن مثل الذات.
5. الاستغناء في الفعل مستلزم للاستغناء في الذات إن الإنسان يوم ولد كان إنسانا مجردا عن أي ملكة صناعية أو علمية أو أخلاقية، لكنه في ظل الممارسة والتمرين والتعلم، يكتسب ملكات مختلفة، في مجالات الصنعة والعلم والقيم، وتكون راسخة في ذاته، فيكون الإنسان هو الحيوان المفكر صاحب الملكات المتنوعة والتي لا تكون خارجة عن ذاته.
فإذا كان الفعل، غير مستند إلى الواجب، تكون الذات المتحصل من تكرر الفعل غير مستند إلى الواجب سبحانه، ومعنى هذا هو الاستغناء عن الواجب ذاتا وفعلا وهو خلف، وإليه يشير الحكيم السبزواري في منظومته ويقول:
وكيف فعلنا إلينا فوضا * وإن ذا تفويض ذاتنا اقتضى إذ خمرت طينتنا بالملكة * وتلك فينا حصلت بالحركة وقال في شرحه: إذ الملكات إنما تحصل من تكرر الأفعال، والحركات نفسانية كانت أو بدنية، والمفروض أن تلك الأفعال والحركات مفوضة إلينا وحقائق ذواتنا وهوياتنا ليست إلا
(٢٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 ... » »»