لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ٢١٦
2. فائدة الوعد والوعيد.
3. استحقاق الثواب والعقاب.
4. تنزيه الله سبحانه عن إيجاد القبائح والشرور من أنواع الكفر والمعاصي والمساوئ.
قال الشريف الجرجاني: إن المعتزلة استدلوا بوجوه كثيرة مرجعها إلى أمر واحد، وهو أنه لولا استقلال العبد بالفعل على سبيل الاختيار لبطل التكليف، وبطل التأديب الذي ورد به الشرع، وارتفع المدح والذم، إذ ليس للفعل استناد إلى العبد، ولم يبق للبعثة فائدة، لأن العباد ليسوا موجدين لأفعالهم، فمن أين لهم استحقاق الثواب والعقاب؟ (1) هذا ما تنسبه الأشاعرة إليهم، وليس فيما وصل إلينا من كتب المعتزلة منه عين ولا أثر، فإن الموجود في كتاب الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار هو نفي الجبر، فقد استدل بوجوه (2) كلها تحكي عن رفض الجبر وإثبات الاختيار، وأما كون العبد مستقلا في فعله، موجدا بقدرته لا بقدرة الله، وغير ذلك مما يناسب منهج التفويض، فلا يتفوه بذلك أصلا، هذا من

(١) الشريف الجرجاني: شرح المواقف: ٨ / 154، صدر المتألهين: الأسفار: 6 / 370 .
(2) القاضي عبد الجبار: الأصول الخمسة: 332، 336، 344، 345، 355، 372.
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»