في ظل أصول الإسلام - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٧٢
من آيات التقدير للرسول الأعظم في حياة الأمم وتاريخها.
ونختم البحث بما يدل على علو مكانته وجليل قدره، أعني: قوله سبحانه:
* (ورفعنا لك ذكرك) * (1) فقرن اسمه باسمه وجعل الإيمان لا يتحقق إلا بالنطق بالشهادتين وفي ذلك يقول حسان بن ثابت:
أغر عليه للنبوة خاتم * من الله من نور يلوح ويشهد وضم الإله اسم النبي إلى اسمه * إذا قال في الخمس المؤذن أشهد وشق له من اسمه ليجله * فذو العرش محمود وهذا محمد وبعد هذا لا يمكن للقلم أن يكتب، وللسان أن يتكلم، فإن عظمته لا تصل لا كنهها العقول، ولا تدرك حقيقتها الأفهام والمدارك، ولا يعرف مداها إلا واهبها ومعطيها، جل شأنه العظيم، وليس لنا بعد ذلك إلا أن نتمثل بقول الشاعر:
وعلى تفنن واصفيه بحسنه * يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف (2) هذه العوامل الأربعة هي التي يؤدي كل واحد منها بالإنسان ذي القلب السليم إلى حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وموادته ولأجل ذلك تضافرت الآيات الدالة على ذلك.

(1) الانشراح: 4.
(2) التوسل والزيارة للأستاذ محمد الفقي من علماء الأزهر الشريف: 156 - 160.
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»