في ظل أصول الإسلام - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٧١
ولست أقف بك عند هذه الروائع والمثل العليا التي يمتاز بها هذا النبي العظيم والرسول الصادق الأمين ولكني أحدثك عن شؤون أخرى لها خطرها في التقدير والتعظيم، وتتجلى فيها مكانته ومقامه، قال سبحانه: * (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) * (1). ففيه أروع وصف من أوصافه تعالى (رؤوف رحيم) وأبلغ نعت يقرره له مولاه، فإن هذين الوصفين مما اتصف به سبحانه وتعالى من جلائل الأوصاف.
وقد بلغت مكانته عند الله سبحانه إلى حد لا يأخذ أمته بمعاصيها وذنوبها ما دام هو فيهم يقول سبحانه: * (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) * (2).
فأي كرامة أولى وأعظم من معجزته الخالدة الباقية ما بقيت الشمس وضحاها؟
وأية رحلة تاريخية قام بها أكبر من رحلته التاريخية التي نص بها القرآن الكريم وقال: * (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله...) * (3).
وقد تضافرت الروايات على أن جبرئيل كان يلازمه من مكة إلى بيت المقدس فهذه الملازمة أكبر مظهر من مظاهر الشرف والفخار وأسمى آية

(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»