عقيدة المسلمين في المهدي عليه السلام - مؤسسة نهج البلاغة - ج ١ - الصفحة ٩٥
مؤمن بعدي وأحد عشر إماما من ولده، أولهم ابني حسن، ثم ابني حسين، ثم تسعة من ولد الحسين واحدا بعد واحد، هم مع القرآن، والقران معهم، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا علي الحوض.
فقام اثنا عشر رجلا من البدريين فقالوا: نشهد أنا سمعنا ذلك من رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ كما قلت يا أمير المؤمنين سواء لم تزد ولم تنقص، وقال بقية البدريين (1) الذين شهدوا مع علي صفين: قد حفظنا جل ما قلت، ولم نحفظ كله، وهؤلاء الاثنا عشر خيارنا وأفاضلنا، فقال علي _ عليه السلام _: صدقتم ليس كل الناس يحفظ، وبعضهم أفضل من بعض (2) وقام من الاثني عشر أربعة: أبو الهيثم بن التيهان، وأبو أيوب، وعمار وخزيمة ابن ثابت ذو الشهادتين (3) فقالوا: نشهد أنا قد حفظنا قول رسول الله

(1) في بعض النسخ: بقية السبعين.
(2) في كتاب سليم: وبعضهم أحفظ من بعض.
(3) أبو الهيثم بن التيهان - بفتح التاء المثناة من فوق وبعدها ياء مكسورة مشددة مثناة من تحت ثم هاء وبعد الألف نون - ابن أبي عبيد بن عمر عبد الأعلم بن عامر البلوي - بفتح الباء الموحدة وبفتح اللام وفي آخرها الواو نسبة إلى بلي بفتح الباء الموحدة وكسر اللام وتشديد الياء على فعيل - وهو بلي بن عمر بن الحاف بن قضاعة وهو أبو حي من اليمن وهو قضاعة بن مالك بن حميراء بن سبأ والله أعلم - ثم الأنصاري حليف بني عبد الأشهل، وقالت طائفة من أهل العلم: إنه من الأنصار من أنفسهم من الأوس هو مشهور بكنيته.
كان أحد النقباء ليلة العقبة، شهد بيعة العقبة الأولى والثانية، وكان أحد التسعة الذين لقوا قبل ذلك رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ بالعقبة، وهو أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة العقبة فيما يزعم بنو عبد الأشهل، وشهد أبو الهيثم بدرا وأحدا والمشاهد كلها، وكان من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين _ عليه السلام _ وأنكر تقدم أبي بكر عليه، وشهد معه وقعة الجمل وصفين، فمن شعره يوم الجمل:
قل للزبير، وقل لطلحة: إننا نحن الذين * شعارنا الأنصار نحن الذين رأت قريش فعلنا * يوم القليب أولئك الكفار كنا شعار نبينا ودثاره * تفديه منا الروح والابصار إن الوصي إمامنا وولينا * برح الخفاء وباحث الاسرار قتل أبو الهيثم (رضي الله عنه) مع علي بن أبي طالب _ عليه السلام _ بصفين سنة (37 ه‍).
وأما أبو أيوب خالد بن كليب بن ثعلبة بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار وهو يتم ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأنصاري من بني النجار، كان من كبار الصحابة شهد العقبة وبدرا وسائر المشاهد، وكان سيدا معظما من سادات الأنصار، وهو صاحب منزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نزل عنده لما خرج من بني عمرو بن عوف حين قدم المدينة مهاجرا من مكة فلم يزل عنده حتى بنى مسجده ومساكنه ثم انتقل إليها.
وكان أبو أيوب (رضي الله عنه) من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين _ عليه السلام _، وأنكر على أبي بكر تقدمه على علي _ عليه السلام _.
قال ابن عبد البر في كتاب الاستيعاب: إن أبا أيوب شهد مع علي _ عليه السلام _ مشاهده كلها، وروى عن الكلبي، وابن إسحاق قالا: شهد معه يوم الجمل وصفين، وكان على مقدمته يوم النهروان.
وروى الخطيب في تاريخ بغداد: أن علقمة والأسود أتيا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين، فقالا له: يا أبا أيوب! إن الله أكرمك بنزول محمد _ صلى الله عليه وآله وسلم _ وبمجيئ ناقته تفضلا من الله تعالى، وإكراما لك حتى أناخت ببابك دون الناس جميعا، ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب أهل لا إله إلا الله، فقال: يا هذا! إن الرائد لا يكذب أهله إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمرنا بقتال ثلاثة مع علي _ عليه السلام _: بقتال الناكثين والقاسطين
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اهداء ودعاء 5
2 كلمة المؤسسة 7
3 أمير المؤمنين _ عليه السلام _ راوي السنة 14
4 كلمة حول موضوع الكتاب 15
5 * الباب الأول * الفصل الأول: اسم المهدي - عجل الله فرجه الشريف 19
6 الفصل الثاني: صفات المهدي وشمائله 25
7 الفصل الثالث: دعاء المهدي - عجل الله فرجه الشريف 35
8 الباب الثاني الفصل الأول: المهدي من قريش 39
9 الفصل الثاني: المهدي من بني هاشم 45
10 الباب الثالث الفصل الأول: المهدي _ عليه السلام _ من أهل البيت 51
11 الفصل الثاني: المهدي من ولد علي _ عليهم السلام _ 65
12 الفصل الثالث: المهدي من ولد فاطمة _ عليها السلام _ 87
13 الفصل الرابع: المهدي من ولد الحسين _ عليهم السلام _ 91
14 الفصل الخامس: المهدي - عليه السلام - من الأئمة الاثني عشر 105
15 الباب الرابع الفصل الأول: المهدي في القرآن 149
16 الباب الرابع الفصل الثاني: المهدي في نهج البلاغة 177
17 الفصل الثالث: المهدي شعر أمير المؤمنين _ عليه السلام _ 187
18 الباب الخامس الفصل الأول: أنصار المهدي _ عليه السلام _ 193
19 الفصل الثاني: الرايات السود 207
20 الباب السادس الفصل الأول: السفياني 217
21 الفصل الثاني: الدجال 231
22 الباب السابع الفصل الأول: غيبة المهدي _ عليه السلام _ 241
23 الفصل الثاني: محن الشيعة عند الغيبة 253
24 الفصل الثالث: فضيلة انتظار الفرج 263
25 الباب الثامن الفصل الأول: الفتن قبل المهدي _ عليه السلام _ 273
26 الفصل الثاني: علائم الظهور 301
27 الفصل الثالث: علائم بعد الظهور 325
28 الفصل الرابع: دابة الأرض 333
29 الفصل الخامس: يأجوج ومأجوج 339
30 الباب التاسع الفصل الأول: فضل مسجد الكوفة 343
31 الفصل الثاني: خروج رجل من أهل بيته 349
32 الفصل الثالث: حكم الأرض عند ظهور القائم _ عليه السلام _ 353
33 الفصل الرابع: حكومة الامام المهدي _ عليه السلام _ 357
34 الفصل الخامس: ختم الدين 363