عقيدة المسلمين في المهدي عليه السلام - مؤسسة نهج البلاغة - ج ١ - الصفحة ٩٦
_ صلى الله عليه وآله وسلم _ يومئذ، والله إنه لقائم وعلي _ عليه السلام _ إلى جانبه، وهو يقول: يا أيها الناس! إن الله أمرني أن
والمارقين.
فأما الناكثون فقد قاتلناهم، وهم أهل الجمل - طلحة والزبير.
وأما القاسطون فهذا منصرفنا عنهم - يعني معاوية وعمرو بن العاص.
وأما المارقون فهم أهل الطرفاوات وأهل السعيفات وأهل النخيلات وأهل النهروان، والله ما أدري أين هم؟ ولكن لا بد من قتالهم إن شاء الله تعالى.
ثم قال: سمعت رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ يقول لعمار بن ياسر: تقتلك الفئة الباغية وأنت إذ ذاك على الحق، والحق معك يا عمار!
إن رأيت عليا سلك واديا، وسلك الناس كلهم واديا، فاسلك مع علي، فإنه لن يرديك في ردى، ولن يخرجك من هدى.
يا عمار! من تقلد سيفا أعان به عليا قلده الله يوم القيامة وشاحين من در، ومن تقلد سيفا أعان به عدو علي قلده الله وشاحين من النار.
قلنا: يا هذا! حسبك رحمك الله.
توفي أبو أيوب (رضي الله عنه) في - الصائفة - وهي غزوة الروم، ودفن عند سور القسطنطينية، وبني عليه قبة يسرج فيها.
واختلف المؤرخون في السنة التي كانت بها هذه الغزاة ومات فيها أبو أيوب، فقال المسعودي في مروج الذهب: كانت سنة (45 ه) وقال غيره: كانت سنة (50 ه) وقيل: (51 ه) وقيل: (52 ه) والله أعلم.
وأما عمار بن ياسر، فقد اتفقت الأقوال على أنه كان عربيا قحطانيا مذحجيا من عنس - بالنون - في مذحج... ويقوى لدينا في نسبه أن عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذين - أو الوذيم - بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر بن بأم بن عنس ابن مالك بن أدد بن زيد العنسي المذحجي...، وقال بعضهم: ابن عبس - بالباء الموحدة - نسبة إلى عبس القبيلة المشهورة، ومنهم من قال: ياسر بن مالك فأسقط عامرا، وقال بعضهم عامر بن عنس فأسقط باما، والأول هو المشهور عن المحققين.
فهو عربي صميم ولد في مكة ونشأ فيها بين حلفائه بني مخزوم، ويظهر أنه ليس في مكان ولادته خلاف، فقد ولد في مكة، وليس لدينا من النصوص ما نتبين به نشأته والتعرف عليه واستبطان حقائقه في جاهليته، حتى ولا إلمامات بسيطة نستعين بها على كشف حاله في ذلك العصر المضطرب الذي اشتد فيه التنافس في نعيم الحياة، والتكاثر في المال، والمفاخرة في الأنساب.
رافق النبي _ صلى الله عليه وآله وسلم _ في جهاده من غزواته الأولى إلى آخر الغزوات، وقد أبلى البلاء الحسن وعرف بمواقفه الصلبة ودفاعه عن النبي _ صلى الله عليه وآله وسلم _، ولما انتقل النبي _ صلى الله عليه وآله وسلم _ إلى الرفيق الأعلى كان أحد الأركان الذين لاذوا بآل الرسول _ صلى الله عليه وآله وسلم _ واعتصموا بحبلهم، فلم يفارق أمير المؤمنين _ عليه السلام _ بل لزمه معترفا أن الخلافة له وأنه صاحبها الشرعي الموصى له بها وبقي وفيا له ملازما لطريقه.
وسمع عمار بن ياسر (رضي الله عنه) يقول عند توجهه إلى صفين تلك المعركة التي دارت رحاها بين الحق والباطل بين الخليفة الشرعي أمير المؤمنين علي _ عليه السلام _ وبين الطاغية معاوية: اللهم! لو أعلم أنه أرضى لك أن أرمي بنفسي من فوق هذا الجبل لرميت بها، ولو أعلم أنه أرضى لك أن أوقد لنفسي نارا فأقع فيها لفعلت، وإني لا أقاتل أهل الشام إلا وأنا أريد بذلك