عقيدة المسلمين في المهدي عليه السلام - مؤسسة نهج البلاغة - ج ١ - الصفحة ٩١
عدلا كما ملئت جورا.
والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، ثم قام فمضى.
فقال أمير المؤمنين _ عليه السلام _: يا أبا محمد! اتبعه فانظر أين يقصد؟
فخرج الحسن بن علي _ عليهما السلام _، فقال: ما كان إلا أن وضع رجله خارجا من المسجد، فما دريت أين أخذ من أرض الله؟ فرجعت إلى أمير المؤمنين _ عليه السلام _ فأعلمته.
فقال: يا أبا محمد أتعرفه؟ قلت: الله ورسوله وأمير المؤمنين أعلم.
قال: هو الخضر _ عليه السلام _ (1)

(١) المحاسن: ٣٣٢ - عنه (أحمد بن أبي عبد الله البرقي)، عن أبيه، عن أبي هاشم الجعفري رفع الحديث قال: قال أبو عبد الله _ عليه السلام _: دخل أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - المسجد، ومعه الحسن _ عليه السلام _ فدخل رجل فسلم عليه فرد عليه شبيها بسلامه، فقال: يا أمير المؤمنين!
جئت أسألك، فقال: سل، قال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تكون روحه؟ وعن المولود الذي يشبه أباه كيف يكون؟ وعن الذكر والنسيان كيف يكونان؟ قال:
فنظر أمير المؤمنين _ عليه السلام _ إلى الحسن _ عليه السلام _ فقال:
أجبه.
فقال الحسن: إن الرجل إذا نام فإن روحه متعلقة بالريح، والريح متعلقة بالهواء، فإذا أراد الله أن يقبض روحه جذب الهواء الريح، وجذبت الريح الروح، وإذا أراد الله أن يردها في مكانها جذبت الروح الريح، وجذبت الريح الهواء، فعادت إلى مكانها.
وأما المولود الذي يشبه أباه، فإن الرجل إذا واقع أهله بقلب ساكن وبدن غير مضطرب وقعت النطفة في الرحم، فيشبه الولد أباه، وإذا واقعها بقلب شاغل وبدن مضطرب، فوقعت النطفة في الرحم، فإن وقعت على عرق من عروق أعمامه يشبه الولد أعمامه، وإن وقعت على عرق من عروق أخواله يشبه الولد أخواله.
وأما الذكر والنسيان، فإن القلب في حق والحق مطبق عليه، فإذا أراد الله أن يذكر القلب سقط الطبق فذكر.
فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأشهد أن أباك أمير المؤمنين وصي محمد حقا حقا، ولم أزل أقوله، وأشهد أنك وصيه، وأشهد أن الحسين وصيك، حتى أتى على آخرهم، فقال: قلت لابي عبد الله: فمن كان الرجل؟ قال: الخضر - عليه السلام -.
النعماني: ٥٨ - ٦٠ - كما في المحاسن بتفاوت وزيادة، بسنده إلى البرقي، وفيه: عن أبي جعفر محمد بن علي _ عليهما السلام _، عن آبائه _ عليهم السلام _ قال:، الاحتجاج: ١ / ٢٦٦ - ٢٦٧ - كما في الكافي بتفاوت وزيادة، مرسلا عن أبي هاشم الجعفري، عن الجواد _ عليه السلام _، القمي: ٢ / ٤٤ - كما في المحاسن بتفاوت وتفصيل، مرسلا عن أبيه، غيبة الطوسي: ٩٨ - كما في الكافي بتفاوت يسير، بسنده إلى الكليني، وفيه: الحسين بن علي وصي أبيه والقائم بحجته بعدك... على رجل من ولد الحسين و... ملئت ظلما وجورا، عيون أخبار الرضا: ١ / ٦٥ - كما في النعماني بتفاوت وزيادة، بنفس سند كمال الدين، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، والظاهر أنه تصحيف فإنه الجواد لا الباقر _ عليهما السلام _، كمال الدين: ١ / ٣١٣ - ٣١٥ - كما في النعماني بتفاوت، بسنده إلى البرقي، الاستنصار: ٣١ - كما في الكافي بتفاوت يسير، عن المفيد وبسنده إلى الكليني، وفي سنده: أحمد بن محمد بن عيسى، عن البرقي، وفيه: الحسين بن علي وصي أبيه والقائم بحجته بعدك... حتى يظهر الله أمره، دلائل الإمامة: ٦٨ - ٧٠ - عن أبي جعفر محمد بن علي الثاني، كما في كمال الدين بتفاوت، علل الشرايع: ٩٦ - ٩٨ - كما في النعماني بتفاوت، بسند كمال الدين، عن أبي جعفر الثاني، وقال: عن أحمد بن محمد، عن ابن خالد البرقي، والظاهر أنه تصحيف والصحيح ما ذكره في كمال الدين وهو: عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، أي أحمد بن محمد بن خالد، البحار: ٣٦ / ٤١٤ - عن كمال الدين، والعيون، وأشار إلى مثله في الاحتجاج، والمحاسن، والعلل، وغيبة الطوسي، والنعماني، والقمي، وفي ٦١ / ٣٩ - عن إثبات الوصية: ١٣٦ - ١٣٨ - كما في النعماني بتفاوت، مرسلا عن أبي جعفر الثاني، عن آبائه - عليهم السلام - قال:، إثبات الهداة: ١ / ٤٥٢ - عن الكافي، وأشار إلى مثله في العيون، وكمال الدين، والعلل، وغيبة الطوسي، والاحتجاج، والنعماني، والقمي، منتخب الأثر: ١٣٨ - ١٣٩ - عن الكافي، حلية الأبرار:
١
/ 510 - كما في كمال الدين، والعيون، عن ابن بابويه، العوالم: 15 / 310 - عن كمال الدين، والعيون، ثم أشار إلى مثله في غيبة الطوسي، وعلل الشرائع، والاحتجاج، والمحاسن، والنعماني، والقمي.
نقول: ما ثبت عن أئمتنا _ عليهم السلام _ من حقائق العلوم التي وصل إليها العلم بعد قرون يدل على عدم إمكان التناقض بين علمهم وبين الحقائق المادية والمعنوية، وإذا ثبتت المنافاة بين ما يروى عنهم _ عليهم السلام _ وبين الحقائق القطعية في العلوم فلا شك أن الخطأ من الراوي الذي لم يستوعب كلامهم فنقله على حسب فهمه.
وكان اسم الخضر: خضرويه بن قابيل بن آدم _ عليه السلام _، ويقال له:
خضرون أيضا، ويقال له: جعدا، وإنه إنما سمي الخضر لأنه جلس على أرض بيضاء فاهتزت خضراء فسمي الخضر لذلك وهو أطول الآدميين عمرا، والصحيح أن اسمه بليا بن ملكان بن عامر بن أرفخشذ بن سام بن نوح، وفي معارف ابن قتيبة: بليا بن ملكان بن فالغ بن عامر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح.
إن أكثر المخالفين يسلمون لنا حديث الخضر _ عليه السلام _ ويعتقدون فيه أنه حي غائب عن الابصار، وأنه حيث ذكر حضر، ولا ينكرون طول حياته، ولا يحملون حديثه على عقولهم، ويدفعون كون القائم _ عليه السلام _ وطول حياته في غيبته، وعندهم أن قدرة الله عز وجل تتناول إبقاءه إلى يوم النفخ في الصور، وإبقاء إبليس مع لعنته إلى يوم الوقت المعلوم في غيبته، وأنها لا تتناول إبقاء حجة الله على عباده مدة طويلة في غيبته، مع ورود الاخبار الصحيحة بالنص عليه بعينه، واسمه ونسبه عن الله تبارك وتعالى، وعن رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ وعن الأئمة _ عليهم السلام _.
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»
الفهرست