تهتم كما تاهت - بنو إسرائيل - على عهد موسى -، وبحق أقول: ليضعفن عليكم التيه من بعدي، باضطهادكم ولدي، ضعف ما تاهت - بنو إسرائيل.
فلو قد استكملتم نهلا، وامتلأتم عللا، عن سلطان (الشجرة الملعونة في القرآن).
لقد اجتمعتم على ناعق ضلال، ولأجبتم الباطل ركضا، ثم لغادرتم داعي الحق، وقطعتم الأدنى من أهل - بدر -، ووصلتم الأبعد من أبناء الحرب.
ألا ولو ذاب ما في أيديهم، لقد دنى التمحيص للجزاء، وكشف الغطاء، وانقضت المدة، وأزف الوعد، وبدا لكم النجم من قبل المشرق، وأشرق لكم قمركم، كمل شهره وكليلة تم.
فإذا استبان ذلك، فراجعوا التوبة، وخالعوا الحوبة.
واعلموا أنكم إن أطعتم طالع المشرق سلك بكم منهاج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فتداريتم من الصمم، واستشفيتم من البكم، وكفيتم مؤنة التعسف والطلب، ونبذتم الثقل الفادح عن الأعناق.
فلا يبعد الله إلا من أبى الرحمة، وفارق العصمة، " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون " (1)