19 - بهذا الاسناد، عن الحسين، عن ابن سيابة، عن عمران بن ميثم، عن عباية ابن ربعي قال: دخلت على أمير المؤمنين _ عليه السلام _ وأنا خامس خمسة وأصغر القوم سنا فسمعته يقول: حدثني أخي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إني خاتم ألف نبي وإنك خاتم ألف وصي، وكلفت ما لم يكلفوا.
فقلت: ما أنصفك القوم [يا أمير المؤمنين] فقال: ليس حيث تذهب يا ابن أخ، والله [إني] لأعلم ألف كلمة لا يعلمها غيري وغير محمد صلى الله عليه وآله وسلم وإنهم ليقرؤون منها آية في كتاب الله عز وجل وهي " وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون " (النمل - 82) وما يتدبرونها حق تدبرها.
ألا أخبركم بآخر ملك بني فلان؟ قلنا: بلى يا أمير المؤمنين، قال: قتل نفس حرام، في يوم حرام، في بلد حرام، عن قوم من قريش والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما لهم ملك بعده غير خمسة عشر ليلة قلنا: هل قبل هذا من شئ أو بعده؟ فقال: صيحة في شهر رمضان، تفزع اليقظان، وتوقظ النائم، وتخرج الفتاة من خدرها (1).
20 - روى مسعدة بن صدقة، قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد - عليهما السلام -، يقول: خطب الناس أمير المؤمنين _ عليه السلام _ - بالكوفة - فحمد الله وأثنى عليه.
ثم قال: أنا سيد الشيب، وفي سنة من أيوب، وسيجمع الله لي أهلي، كما جمع ليعقوب شمله، وذلك إذا استدار الفلك، وقلتم: ضل أو هلك.
ألا فاستشعروا قبلها بالصبر، وبوؤوا إلى الله بالذنب، فقد نبذتم قدسكم، وأطفأتم مصابيحكم، وقلدتم هدايتكم من لا يملك لنفسه ولا لكم سمعا ولا بصرا.
ضعف والله الطالب والمطلوب هذا، ولو لم تتواكلوا أمركم، ولم تتخاذلوا عن نصرة الحق بينكم، ولم تهنوا عن توهين الباطل، لم يتشجع عليكم من ليس مثلكم، ولم يقو من قوي عليكم، وعلى هضم الطاعة، وإزوائها عن أهلها فيكم.