مكتتم خائف يترقب، إن غاب عن الناس شخصهم في حال هدنتهم في دولة الباطل فلن يغيب عنهم مبثوث علمهم وآدابهم في قلوب المؤمنين مثبتة، وهم بها عاملون، يأنسون بما يستوحش منه المكذبون، ويأباه المسرفون.
بالله كلام يكال بلا ثمن (1) لو كان من يسمعه بعقله فيعرفه ويؤمن به ويتبعه، وينهج نهجه فيفلح به (2) ثم يقول: فمن هذا؟ ولهذا يأرز العلم إذ لم يوجد حملة يحفظونه ويؤدونه كما يسمعونه من العالم (3) ثم قال بعد كلام طويل في هذه الخطبة:
اللهم! وإني لأعلم أن العلم لا يأرز كله، ولا ينقطع مواده فإنك لا تخلي أرضك من حجة على خلقك إما ظاهر يطاع (4) أو خائف مغمور ليس بمطاع لكي لا تبطل حجتك ويضل أولياؤك بعد إذ هديتهم - ثم تمام الخطبة (5)