عقيدة المسلمين في المهدي عليه السلام - مؤسسة نهج البلاغة - ج ١ - الصفحة ٢١١
مالك يا بني أمية! لا هديت يا بني أمية، ومالك يا بني العباس! لك الاتعاس، فما في بني أمية إلا ظالم، ولا في بني العباس إلا معتد متمرد على الله بالمعاصي، قتال لولدي، هتاك لستر [ي وج حرمتي، فلا تزال هذه الأمة جبارين، يتكالبون على حرام الدنيا، منغمسين في بحار الهلكات، وفي أودية الدماء.
حتى إذا غاب المتغيب من ولدي عن عيون الناس، وماج الناس بفقده أو بقتله أو بموته، أطلعت الفتنة، ونزلت البلية، والتحمت العصبية (1) وغلا الناس في دينهم، وأجمعوا على أن الحجة ذاهبة، والإمامة باطلة، ويحج حجيج الناس في تلك السنة من - شيعة علي ونواصبه (2) للتحسس، والتجسس عن خلف الخلف (3)، فلا يرى له أثر، ولا يعرف له خبر ولا خلف.
فعند ذلك سبت شيعة علي، سبها أعداؤها، وظهرت عليها (4) الأشرار والفساق باحتجاجها، حتى إذا بقيت الأمة حيارى، وتدلهت (5) وأكثرت في قولها: إن الحجة هالكة، والإمامة باطلة.
فورب علي إن حجتها عليها قائمة، ماشية في طرقها (6) داخلة في دورها وقصورها، جوالة في شرق هذه الأرض وغربها، تسمع الكلام، وتسلم على الجماعة، ترى ولا ترى إلى الوقت والوعد، ونداء المنادي من السماء: ألا ذلك يوم [فيه] سرور ولد علي وشيعته (7)

(1) قوله: ماج الناس - أي اختلفوا، فبعض يقول: فقد، وبعض يقول: قتل، وبعض يقول: مات، وقوله: التحمت - أي تلاءمت بعد أن كان متفرقا، والتحمت الحرب: اشتبكت، والثاني أنسب.
(2) في بعض النسخ: ونواصيهم التجسس والتحسس من الوصية، والتحسس بمعنى التجسس.
(3) في بعض النسخ: عن خلف الخلفاء.
(4) في بعض النسخ: سبت الشيعة سبها أعداؤها، وقوله: ظهرت - أي غلبت.
(5) أي تحيرت ودهشت، وقوله: وأكثرت في قولها - أي قالته كثيرا.
(6) في بعض النسخ: طرقاتها.
(7) غيبة النعماني: 143 ب 1 ح 3، البحار: 28 / 70 ب 2 ح 31، عن غيبة الطوسي بتفاوت يسير.
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اهداء ودعاء 5
2 كلمة المؤسسة 7
3 أمير المؤمنين _ عليه السلام _ راوي السنة 14
4 كلمة حول موضوع الكتاب 15
5 * الباب الأول * الفصل الأول: اسم المهدي - عجل الله فرجه الشريف 19
6 الفصل الثاني: صفات المهدي وشمائله 25
7 الفصل الثالث: دعاء المهدي - عجل الله فرجه الشريف 35
8 الباب الثاني الفصل الأول: المهدي من قريش 39
9 الفصل الثاني: المهدي من بني هاشم 45
10 الباب الثالث الفصل الأول: المهدي _ عليه السلام _ من أهل البيت 51
11 الفصل الثاني: المهدي من ولد علي _ عليهم السلام _ 65
12 الفصل الثالث: المهدي من ولد فاطمة _ عليها السلام _ 87
13 الفصل الرابع: المهدي من ولد الحسين _ عليهم السلام _ 91
14 الفصل الخامس: المهدي - عليه السلام - من الأئمة الاثني عشر 105
15 الباب الرابع الفصل الأول: المهدي في القرآن 149
16 الباب الرابع الفصل الثاني: المهدي في نهج البلاغة 177
17 الفصل الثالث: المهدي شعر أمير المؤمنين _ عليه السلام _ 187
18 الباب الخامس الفصل الأول: أنصار المهدي _ عليه السلام _ 193
19 الفصل الثاني: الرايات السود 207
20 الباب السادس الفصل الأول: السفياني 217
21 الفصل الثاني: الدجال 231
22 الباب السابع الفصل الأول: غيبة المهدي _ عليه السلام _ 241
23 الفصل الثاني: محن الشيعة عند الغيبة 253
24 الفصل الثالث: فضيلة انتظار الفرج 263
25 الباب الثامن الفصل الأول: الفتن قبل المهدي _ عليه السلام _ 273
26 الفصل الثاني: علائم الظهور 301
27 الفصل الثالث: علائم بعد الظهور 325
28 الفصل الرابع: دابة الأرض 333
29 الفصل الخامس: يأجوج ومأجوج 339
30 الباب التاسع الفصل الأول: فضل مسجد الكوفة 343
31 الفصل الثاني: خروج رجل من أهل بيته 349
32 الفصل الثالث: حكم الأرض عند ظهور القائم _ عليه السلام _ 353
33 الفصل الرابع: حكومة الامام المهدي _ عليه السلام _ 357
34 الفصل الخامس: ختم الدين 363