عقيدة المسلمين في المهدي عليه السلام - مؤسسة نهج البلاغة - ج ١ - الصفحة ٢١٣
ثم حلفه _ عليه السلام _ مع ذلك بربه عز وجل، بقوله:
فورب علي إن حجتها عليها قائمة، ماشية في طرقها، داخلة في دورها وقصورها، جوالة في شرق هذه الأرض وغربها، تسمع الكلام، وتسلم على الجماعة، وترى ولا ترى.
أليس ذلك مزيلا للشك في أمره _ عليه السلام _؟ وموجبا لوجوده ولصحة ما ثبت في الحديث الذي هو قبل هذا الحديث، من قوله: إن الأرض لا تخلو من حجة لله، ولكن الله سيعمي خلقه عنها، بظلمهم وجورهم، وإسرافهم على أنفسهم ثم ضرب لهم المثل في يوسف _ عليه السلام _.
إن الامام _ عليه السلام _ موجود العين والشخص، إلا أنه في وقته هذا يرى ولا يرى، كما قال أمير المؤمنين _ عليه السلام _: إلى يوم الوقت والوعد ونداء المنادي من السماء.
اللهم لك الحمد والشكر على نعمك التي لا تحصى، وعلى أياديك التي لا تجازى، ونسألك الثبات على ما منحتنا من الهدى برحمتك.
2 - ما روي من كلام أمير المؤمنين علي _ عليه السلام _ لكميل بن زياد النخعي المشهور حيث قال: أخذ أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - بيدي وأخرجني إلى الجبان (1) فلما أصحر تنفس الصعداء (2) ثم قال - وذكر الكلام بطوله حتى انتهى إلى قوله -: اللهم بلى ولا تخلو الأرض من حجة قائم لله بحجته، إما ظاهر معلوم، وإما خائف مغمور (3) لئلا تبطل حجج الله وبيناته - في تمام الكلام (4).

(١) الجبان كالجبانة - بفتح الجيم وشد الباء الموحدة -: المقبرة.
(٢) أصحر - أي صار في الصحراء، وتنفس الصعداء - بضم الصاد المهملة، وفتح العين المهملة ممدودا - أي تنفس تنفسا طويلا.
(٣) المغمور من الغمر - أي غمره الظلم حتى غطاه، أو المقهور المستور المجهول الخامل الذكر.
(٤) غيبة النعماني: ١٣٦ - الباب الثامن: ما روي في أن الله لا يخلي أرضه بغير حجة وعلق على هذا الحديث بقوله: أليس في كلام أمير المؤمنين _ عليه السلام _: ظاهر معلوم بيان أنه يريد المعلوم الشخص والموضع؟
وقوله: وإما خائف مغمور أنه الغائب الشخص، المجهول الموضع؟ والله المستعان، الإمامة والتبصرة: ٢٦ - ٢٧، وعنه، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي إسحاق الهمداني، قال: حدثني الثقة من أصحابنا: أنه سمع أمير المؤمنين _ عليه السلام _ يقول:
اللهم، لا تخل الأرض من حجة لك على خلقك، ظاهر أو خاف مغمور، لئلا تبطل حجتك وبيناتك، ورواه في علل الشرائع: ١٩٥ - عن أبيه مثله، وفي كمال الدين: ١ / ٣٠٢ - عن أبيه، وابن الوليد معا، عن سعد بن عيسى، وابن أبي الخطاب، والهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن الحسن بن محبوب، وأورده في البحار: ٢٣ / ٢٠ - عن العلل، و ٢٣ / ٤٩ - عن كمال الدين، ورواه في كمال الدين:
٢٨٩ - عن أبيه، وابن الوليد، وما جيلويه جميعا عن محمد ابن أبي القاسم ماجيلويه، عن محمد بن علي الكوفي القرشي، عن نصر بن مزاحم المنقري، عن عمر بن سعيد، عن فضيل بن خديج، عن كميل بن زياد، عن علي - عليه السلام - نحوه متنا، وفي: ٢٩٣ - عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن عبد الله بن الفضل بن عيسى، عن عبد الله النوفلي، عن عبد الله بن عبد الرحمان، عن هشام الكلبي، عن أبي مخنف لوط بن يحيى، عن عبد الرحمان بن جندب، عن كميل، مثله، ونقلهما في البحار: ٢٣ / ٤٨ و ٤٩، وأورده الطوسي في الأمالي: ١ / ١٩، عن الصدوق، عن أبيه، بسنده عن فضيل، وروى الصدوق في كمال الدين: ٣٠٢، عن أبيه، عن سعد عن هارون بن مسلم (عن سعدان) - هكذا في كمال الدين، عن مسعدة ابن صدقة، عن أبي عبد الله _ عليه السلام _ عن آبائه، عن علي - عليه السلام - بمعناه، ولهذه الرواية أكثر من عشرين طريقا تنتهي إلى الإمام علي _ عليه السلام _ برواية كميل عنه، وفي بعض الطرق برواية من يوثق به من أصحابه، أو ثقة من أصحابنا، ويمكن أن يستأنس من ملاحظة جميع الطرق أن المراد به هو كميل، فلاحظ بعض الطرق في الكافي: ١ / ٣٣٩ و ١٧٨، وأمالي المفيد: ١٥٤، وكمال الدين: ٢٨٩ و ٢٩٤، والخصال: ١٨٦، وبصائر الدرجات: ٤٨٦.
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اهداء ودعاء 5
2 كلمة المؤسسة 7
3 أمير المؤمنين _ عليه السلام _ راوي السنة 14
4 كلمة حول موضوع الكتاب 15
5 * الباب الأول * الفصل الأول: اسم المهدي - عجل الله فرجه الشريف 19
6 الفصل الثاني: صفات المهدي وشمائله 25
7 الفصل الثالث: دعاء المهدي - عجل الله فرجه الشريف 35
8 الباب الثاني الفصل الأول: المهدي من قريش 39
9 الفصل الثاني: المهدي من بني هاشم 45
10 الباب الثالث الفصل الأول: المهدي _ عليه السلام _ من أهل البيت 51
11 الفصل الثاني: المهدي من ولد علي _ عليهم السلام _ 65
12 الفصل الثالث: المهدي من ولد فاطمة _ عليها السلام _ 87
13 الفصل الرابع: المهدي من ولد الحسين _ عليهم السلام _ 91
14 الفصل الخامس: المهدي - عليه السلام - من الأئمة الاثني عشر 105
15 الباب الرابع الفصل الأول: المهدي في القرآن 149
16 الباب الرابع الفصل الثاني: المهدي في نهج البلاغة 177
17 الفصل الثالث: المهدي شعر أمير المؤمنين _ عليه السلام _ 187
18 الباب الخامس الفصل الأول: أنصار المهدي _ عليه السلام _ 193
19 الفصل الثاني: الرايات السود 207
20 الباب السادس الفصل الأول: السفياني 217
21 الفصل الثاني: الدجال 231
22 الباب السابع الفصل الأول: غيبة المهدي _ عليه السلام _ 241
23 الفصل الثاني: محن الشيعة عند الغيبة 253
24 الفصل الثالث: فضيلة انتظار الفرج 263
25 الباب الثامن الفصل الأول: الفتن قبل المهدي _ عليه السلام _ 273
26 الفصل الثاني: علائم الظهور 301
27 الفصل الثالث: علائم بعد الظهور 325
28 الفصل الرابع: دابة الأرض 333
29 الفصل الخامس: يأجوج ومأجوج 339
30 الباب التاسع الفصل الأول: فضل مسجد الكوفة 343
31 الفصل الثاني: خروج رجل من أهل بيته 349
32 الفصل الثالث: حكم الأرض عند ظهور القائم _ عليه السلام _ 353
33 الفصل الرابع: حكومة الامام المهدي _ عليه السلام _ 357
34 الفصل الخامس: ختم الدين 363