عقيدة المسلمين في المهدي عليه السلام - مؤسسة نهج البلاغة - ج ١ - الصفحة ١٦٣
بجرانه، بقية من بقايا حجته، خليفة من خلائف أنبيائه (1) 9 - قال أمير المؤمنين _ عليه السلام _: لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها، وتلك عقيب ذلك: " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين (2) ".
(1) البحار: 51 / 114، شرح النهج الحديدي: 10 / 95، وقال: هذا الكلام فسره كل طائفة على حسب اعتقادها، فالشيعة الامامية تزعم أن المراد به المهدي المنتظر عندهم... وليس يبعد عندي أن يريد به القائم من آل محمد _ صلى الله عليه وآله وسلم _ في آخر الوقت، منتخب الأثر: 150، ينابيع المودة: 437، وقال: وبقوله فهو أي المهدي مغترب، شرح ابن ميثم البحراني: 3 / 391، نهج البلاغة لصبحي الصالح: 263 خطبة (182).
بيان: قال ابن أبي الحديد: قالت الامامية: إن المراد به القائم _ عليه السلام _ المنتظر، والصوفية يزعمون: أنه ولي الله، وعندهم: أن الدنيا لا تخلو عن الابدال وهم أربعون، وعن الأوتاد وهم سبعة، وعن القطب وهو واحد.
والفلاسفة يزعمون: أن المراد به العارف، وعند أهل السنة: هو المهدي الذي سيخلق.
وقد وقع اتفاق الفرق من المسلمين: على أن الدنيا والتكليف لا ينقضي إلا على المهدي.
قوله _ عليه السلام _: فهو مغترب - أي هذا الشخص يخفى نفسه إذا ظهر الفسق والفجور، واغترب الاسلام - باغتراب العدل والصلاح، وهذا يدل على ما ذهبت إليه الامامية، والعسيب - عظم الذنب أو منبت الشعر منه، و إلصاق الأرض بجرانه - كناية عن ضعفه وقلة نفعه، فإن البعير أقل ما يكون نفعه حال بروكه.
(2) بيان: عطفت عليه: أي شفقت، وشمس الفرس شماسا: أي منع ظهره، ورجل شموس: صعب الخلق، وناقة ضروس: سيئة الخلق يعض حالبها ليبقى لبنها لولدها.