فويل لك يا بصرة عند ذلك، من جيش من نقم الله، لا رهج له ولا حس، وسيبتلى أهلك بالموت الأحمر، والجوع الأغبر (1) 6 - ومن خطبة له _ عليه السلام _: ألا بأبي وأمي، هم من عدة أسماؤهم في السماء معروفة، وفي الأرض مجهولة، ألا فتوقعوا ما يكون من إدبار أموركم، وانقطاع وصلكم، واستعمال صغاركم، ذاك حيث تكون ضربة السيف على المؤمن أهون من الدرهم من حله.
ذاك حيث يكون المعطى أعظم أجرا من المعطي، ذاك حيث تسكرون من غير شراب، بل من النعمة والنعيم، وتحلفون من غير اضطرار، وتكذبون من غير إحراج.
ذاك إذا عضكم البلاء، كما يعض القتب غارب البعير، ما أطول هذا العناء، وأبعد هذا الرجاء (2) 7 - وأخذوا يمينا وشمالا، ضعنا في مسالك الغي، وتركا لمذاهب الرشد، فلا تستعجلوا ما هو كائن مرصد (3) وتستبطئوا ما يجي به الغد.
فكم من مستعجل بما إن أدركه، ود أنه لم يدركه، وما أقرب اليوم من تباشير غد (4).