عقيدة المسلمين في المهدي عليه السلام - مؤسسة نهج البلاغة - ج ١ - الصفحة ١١٢
ولم يضحك منذ خلق قط، فقال له جبرئيل: يا مالك هذا نبي الرحمة محمد فتبسم في وجهه ولم يتبسم لاحد غيره، فقال رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _: مره أن يكشف طبقا من النار، فكشف فإذا قابيل ونمرود وفرعون وهامان، فقالوا: يا محمد اسأل ربك أن يردنا إلى دار الدنيا حتى نعمل صالحا، فغضب جبرئيل فقال بريشة (1) ع من ريش جناحه فرد عليهم طبق النار.
وأما منبر رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ فإن مسكن رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ جنة عدن هي جنة خلقها الله بيده ومعه فيها اثنا عشر وصيا، وفوقها قبة يقال لها: قبة الرضوان، وفوق قبة الرضوان منزل يقال له الوسيلة، وليس في الجنة منزل يشبهه وهو منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قال اليهودي: صدقت والله إنه لفي كتاب أبي داود يتوارثونه واحد بعد واحد حتى صار إلي ثم أخرج كتابا فيه ما ذكره مسطورا بخط داود، ثم قال: مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأنه الذي بشر به موسى - عليه السلام - وأشهد أنك عالم هذه الأمة ووصي رسول الله (2) قال: فعلمه أمير المؤمنين شرائع الدين.

(١) أي أشار، وفي معنى القول توسع.
(٢) غيبة النعماني: ٩٩ - ١٠٢، وفيه: فتأملوا يا معشر الشيعة - رحمكم الله - ما نطق به كتاب الله عز وجل وما جاء عن رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _، وعن أمير المؤمنين والأئمة - عليهم السلام - واحد بعد واحد في ذكر الأئمة الاثني عشر وفضلهم وعدتهم من طرق رجال الشيعة الموثقين عند الأئمة.
فانظروا إلى اتصال ذلك ووروده متواترا، فإن تأمل ذلك يجلو القلوب من العمى وينفي الشك ويزيل الارتياب عمن أراد الله به الخير ووفقه لسلوك طريق الحق، ولم يجعل لإبليس على نفسه سبيلا بالاصغاء إلى زخارف المموهين وفتنة المفتونين.
وليس بين جميع الشيعة ممن حمل العلم ورواه عن الأئمة _ عليهم السلام _ خلاف في أن كتاب سليم بن قيس الهلالي أصل من أكبر كتب الأصول التي رواها أهل العلم من حملة حديث أهل البيت _ عليهم السلام _ وأقدمها لان جميع ما اشتمل عليه هذا الأصل إنما هو عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين _ عليه السلام _ والمقداد وسلمان الفارسي وأبي ذر ومن جرى مجراهم ممن شهد رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ وأمير المؤمنين _ عليه السلام _ وسمع منهما، وهو من الأصول التي ترجع الشيعة إليها ويعول عليها، وإنما أوردنا بعض ما اشتمل عليه الكتاب وغيره من وصف رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ الأئمة الاثني عشر ودلالته عليهم وتكريره ذكر عدتهم، وقوله إن الأئمة من ولد الحسين تسعة تاسعهم قائمهم ظاهرهم باطنهم وهو أفضلهم، وفي ذلك قطع لكل عذر، وزوال لكل شبهة، ودفع لدعوى كل مبطل، وزخرف كل مبتدع، وضلالة كل مموه، ودليل واضح على صحة أمر هذه العدة من الأئمة لا يتهيأ لاحد من أهل الدعاوي الباطلة - المنتمين إلى الشيعة وهم منهم براء - أن يأتوا على صحة دعاويهم وآرائهم بمثله، ولا يجدونه في شئ من كتب الأصول التي ترجع إليها الشيعة ولا في الروايات الصحيحة، والحمد لله رب العالمين.
هذا الحديث نبوي ولكن ذكر لشدة المناسبة.
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»
الفهرست