عقيدة أبي طالب - السيد طالب الرفاعي - الصفحة ١٥
وتقديره له أن نستمع إليه وهو يخطب في حفل زواج النبي من السيدة خديجة إذ يقول: (إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله، من علمتم قرابة وهو لا يوزن بأحد إلا رجحه: شرفا ونبلا وفضلا وعقلا، فإن كان في المال قل، فإن المال ظل زائل، وعارية مسترجعة. وله في خديجة بنت خويلد رغبة، ولها فيه مثل ذلك. وما أحببتم من الصداق فعلي، ومحمد بعد هذا له نبأ عظيم، وخطر جليل) (1).
على أن أبا طالب لم يكن يصدر في تقديره لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم عن مجرد الحب والقرابة بينهما، أو مجرد الإعجاب بمحامد الصفات، وجميل السجايا، وكريم الأخلاق، التي كان يتحلى بها النبي، وإنما كان عن إكبار وإجلال وتقدير واحترام على ما كان بينهما من فارق

(١) الوفا بأحوال المصطفى لابن الجوزي: ١ / ٢٣٨، تاريخ ابن خلدون:
٢
/ 712.
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»