الآثار مما كان من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أم سلمة مما ذكرنا فيها، لم يرد أنها كانت مما أريد به مما في الآية المتلوة في هذا الباب، وأن المراد بما فيها هم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين دون ما سواهم (1).
وقال بعد ذكر أحاديث تلاوة النبي (صلى الله عليه وآله) الآية على باب فاطمة: في هذا أيضا دليل على أن هذه فيهم (2).
* وقال الفخر الرازي: وأنا أقول: آل محمد (صلى الله عليه وسلم) هم الذين يؤول أمرهم إليه، فكل من كان أمرهم إليه أشد وأكمل كانوا هم الآل، ولا شك أن فاطمة وعليا والحسن والحسين كان التعلق بينهم وبين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أشد التعلقات، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر، فوجب أن يكونوا هم الآل.
أيضا اختلف الناس في الآل، فقيل: هم الأقارب، وقيل: هم أمته، فإن حملناه على القرابة فهم الآل، وإن حملناه على الأمة الذين قبلوا دعوته فهم أيضا آل، فثبت أن على جميع التقديرات هم الآل، وأما غيرهم فهل يدخلون تحت لفظ الآل؟
فمختلف فيه، وروى صاحب الكشاف أنه لما نزلت هذه الآية [المودة] قيل: يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟
فقال (صلى الله عليه وسلم): " علي وفاطمة وابناهما " (3).