رسالتان حول العصمة - الشيخ الصافي - الصفحة ٩١
عليه، ويتوقف هذه الملكة على العلم بمثالب المعاصي ومناقب الطاعات لأن العفة متى حصلت في جوهر النفس وانضاف إليها العلم التام بما في المعصية من الشقاوة والطاعة من السعادة صار ذلك العلم موجبا لرسوخها في النفس فتصير ملكة، ثم إن تلك الملكة إنما يحصل له بخاصية نفسية أو بدنية تقتضيها، وإلا لكان اختصاصه بتلك الملكة دون بني نوعه ترجيحا من غير مرجح، ويتأكد ذلك بتواتر الوحي وأن يعلم المؤاخذة على ترك الأولى (1).
أقول لا ريب أن الاختصاص بتلك الملكة إنما يكون بجهة مرجحة يعلمها الله تعالى، وليس علينا السؤال عن هذه الجهة وهذا كاختصاص كثير من المخلوقات بل كلها بأوصاف خاصة واختلافهم في الأنواع والأفراد، واختصاص السماء والأرض بالخلق وغير ذلك، وما هو المعلوم عقلا وشرعا أن كل ذلك لم يكن عبثا، ومن خلق هذا الخلق وجعل هذا النظام الحاكم على عالم الإنسان، والحاكم على عالم الحيوان والنباتات بأنواعها، والجمادات كلها تشهد بحكمه وتقدسه عن اللغو والعبث، وقال سبحانه وتعالى في وصف أولي الألباب:
ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار (2).
وقال تعالى جده.
ما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا .

(١) اللوامع الإلهية اللامع العاشر ص ١٦٩، ١٧٠.
(٢) آل عمران ١٩١.
(٩١)
مفاتيح البحث: الشهادة (1)، الظنّ (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»
الفهرست