رؤية الله في ضوء الكتاب والسنة والعقل - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١٠٦
وقد كبر حتى جاوز المائة وخرف (1).
وقد تقدم أن العدل والتنزيه علويان، كما أن الجبر والتشبيه أمويان، وهل يصح في ميزان النصفة الأخذ برواية رجل عثماني الهوى، معرضا عن الإمام علي (عليه السلام)، وعاش حتى خرف؟
أو أن الواجب ضربها عرض الحائط.
* * * رؤية الله في روايات أئمة أهل البيت:
إن أهل البيت أحد الثقلين (2)، الذين تركهما النبي بعد رحيله وأمر أن يتمسك بأقوالهم وأفعالهم، وحينما نراجع ما روي عنهم ودونه الأثبات من المحدثين كالشيخ الصدوق (630 - 381 ه‍) في كتاب التوحيد، نجد مروياتهم المسندة إلى آبائهم عن علي عن النبي، يعارض

(١) الذهبي، ميزان الاعتدال ٣: برقم ٦٩٠٨.
(٢) نقل مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم: قام رسول الله (ص) يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة، فحمد الله تعالى وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال:
أما بعد: ألا أيها الناس، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي هذا لفظ مسلم.
ورواه أيضا بهذا اللفظ الدارمي في سننه ٢: ٤٣١ - ٤٣٢ بإسناد صحيح، وغيرهما; وفي رواية الترمذي وقع بلفظ وعترتي أهل بيتي ففي سنن الترمذي ٥:
٦٦٣
برقم 3788 قال رسول الله (ص): إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما.
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»