رؤية الله في ضوء الكتاب والسنة والعقل - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١٠٥
2 - روى البخاري في كتاب الصلاة، باب مواقيت الصلاة وفضيلتها، عن قيس (ابن أبي حازم) عن جرير قال: كنا عند النبي (صلى الله عليه وآله) فنظر إلى القمر ليلة - يعني البدر - فقال: إنكم ترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا، ثم قرأ: وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب (1).
وحديث قيس بن أبي حازم مع كونه معارضا للكتاب ضعيف سندا وإن رواه الشيخان، ويكفي فيه وقوع قيس بن أبي حازم في سنده الذي ترجمه ابن عبد البر وقال: قيس بن أبي حازم الأخمسي جاهلي إسلامي لم ير النبي (صلى الله عليه وآله) في عهده وصدق إلى مصدقه وهو من كبار التابعين مات سنة ثمان أو سبع وتسعين وكان عثمانيا (2).
وقال الذهبي: قيس بن أبي حازم عن أبي بكر وعمر ثقة حجة كاد أن يكون صحابيا، وثقه ابن معين والناس، وقال علي بن عبد الله بن يحيى بن سعيد: منكر الحديث ثم سمى له أحاديث استنكرها، وقال يعقوب الدوسي: تكلم فيه أصحابنا فمنهم من حمل عليه، وقال: له مناكير فالذين أطروه عدوها غرائب، وقيل: كان يحمل على علي (رضي الله عنه)، إلى أن قال: والمشهور أنه كان يقدم عثمان، وقال إسماعيل: كان ثبتا، قال:

(1) البخاري، الصحيح 1: 111 - 115 الباب 26 و 35 من أبواب مواقيت الصلاة ط. مصر; ورواه مسلم في صحيحه، لاحظ صحيح مسلم بشرح النووي 5 : 136; وغيرهما.
(2) ابن عبد البر، الإستيعاب 3 برقم 2126.
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»