دراسات في العقيدة الإسلامية - محمد جعفر شمس الدين - الصفحة ١٣
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطاهرين وصحبه المنتجبين مقدمة الطبعة الثانية هذه هي الطبعة الثانية من دراسات في العقيدة الإسلامية تخرج إلى القراء والباحثين وفيها زيادات مهمة على الطبعة الأولى فقد أدخلت بعض التعديلات على بعض الأفكار التي كانت مجملة لتتم الفائدة.
ولكن الشيء الأهم من ذلك أني أضفت فصلا رابعا كاملا في آخر الكتاب تدور بحوثه حول العدل.
وقد جاء في ثلاثة بحوث.
يدور البحث الأول منها حول مفهوم العدل عند فلاسفة الأخلاق.
ويدور البحث الثاني حول مفهوم العدل عند متكلمي الإسلام ومواقفهم المختلفة منه. مع أهم الأدلة العقلية على عدل الله سبحانه.
وأما البحث الثالث فيدور حول مسألة الآلام وموقف مختلف الفلاسفة والمدارس منها. ثم مناقشة هذه المسألة بشكل يحل معضلتها بشكل موجز ومنطقي.
وختاما، أسأله سبحانه التوفيق والقبول والحمد له أولا وآخرا.
بيروت في ٩ / ٢ / ١٩٧٩ محمد جعفر شمس الدين المقدمة هذه دراسات في العقيدة الإسلامية كنت قد ألقيت جزءا منها على طلاب السنة الأولى في كلية أصول الدين ببغداد.
تشتمل هذه الدراسات، إضافة إلى بحث تمهيدي لعلم العقيدة، على ثلاثة فصول.
تدور بحوث الأول منها، حول العلة الأولى للكون مع عرض واف للأدلة العقلية على أصل وجودها.
بينما تدور بحوث الفصل الثاني، حول مواقف بعض المذاهب المادية من العلة الأولى، مع استعراض لأهم النظريات حول أصل الحياة ومجرى الحياة.
وأما الفصل الثالث، فتدور بحوثه حول عقيدة التوحيد، حيث تناولناها من جميع جوانبها، وتطرقنا إلى البحث في الصفات الإلهية. والخلاف بين المدارس الكلامية حول وحدة الذات والصفات أو تغايرهما.
وقد حاولنا في بحوثنا هذه، أن نتجنب التعقيد والغموض اللذين يبدوان بوضوح في كتب المتكلمين القدامى. كما حاولنا أن نقتصر على أهم المسائل الكلامية، تاركين ما لم نر حاجة إلى بحثه تجنبا للتطويل.
هذا وأسأله سبحانه، أن يتقبل هذا العمل المتواضع، وأن ينفع به. انه ولي التوفيق وهو حسبي ونعم الوكيل.
بيروت ٢٥ / ٢ / ١٩٧٧ محمد جعفر شمس الدين بحوث تمهيدية - ١ - الجو الذي نشأ فيه علم العقيدة القرآن الكريم، احتوى فيما احتواه، التشبيه، والكناية، والمثل والاستعارة.
كان فيه النص، وكان فيه الظاهر. وكان فيه بالإضافة إلى كل ذلك، ما يسمى بالآيات المحكمات والآيات المتشابهات. كما نص على ذلك الكتاب العزيز نفسه ﴿منه آيات هن أم الكتاب وأخر متشابهات﴾ (١).
والمقصود بالآية المحكمة، تلك التي لا تحتمل إلا وجها واحدا من المعنى. والمقصود بالآية المتشابهة، تلك التي تحتمل - ابتداءا - معنيين أو أكثر، وتتردد بين هذه المعاني.
والذي يبدو (٢)، أن كثيرا من علماء الإسلام اتفقوا على وجوب إرجاع هذه الآيات المتشابهة، إلى المحكم من الآيات، لتعين هذه المعنى المراد من تلك، فتعود محكمة.
فقد ورد في القرآن - مثلا - توصيف الله بأنه سميع بصير في قوله تعالى ﴿ليس كمثله شئ وهو السميع البصير﴾ (٣) وورد فيه ﴿الرحمن على العرش استوى﴾ (4).

(١) آل عمران ٨.
(٢) راجع للتوسع تفسير الرازي ٢ / ١٠٨ وصفحة ٣٩٧. والميزان لمحمد حسين الطباطبائي ٣ / ٣١ وما بعدها. والكشاف للزمخشري ١ / ١٧٤ وما بعدها.
(٣) الشورى ١١.
(٤) طه ٦.
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»